للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: لا صبرَ لنا عنها، فجئنا لنُطعمهم، أو نموت. فقال رستم: إذًا تموتون، أو تُقتلون، فقال المغيرة: إذًا يدخل مَن قتل منّا الجنّة، ويدخل مَن قَتلنا منكم النارَ، ويظفر مَن بقيَ منَّا بمن بقي منكم؛ فنحن نخيّرك بين ثلاث خلال ... إلى آخر الحديث فقال رستم: لا صلح بيننا وبينكم (١)! (٣: ٥٢٥).

٢٨١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وزياد، قالوا: أرسل إليهم سعد بقيَّة ذوي الرأي جميعًا، وحبس الثَّلاثة، فخرجوا حتى أتوْه ليعظموا عليه استقباحًا، فقالوا له: إنّ أميرَنا يقول لك: إنّ الجوار يحفظ الوُلاة، وإنّي أدعوك إلى ما هو خير لنا ولك، العافية أن تقبل ما دعاك الله إليه، ونرجع إلى أرضنا، وترجع إلى أرضك وبعضنا من بعْض؛ إلّا أن داركم لكم، وأمركم فيكم؛ وما أصبتم ممَّا وراءكم كان زيادة لكم دوننا؛ وكنَّا لكم عونًا على أحد إن أرادكم أو قوي عليكم. واتّق الله يا رستم! ولا يكونَنّ هلاكُ قومك على يديك، فإنه ليس بينك وبين أن تُغْبَط به إلا أن تدخل فيه، وتطرُد به الشيطان عنك؛ فقال: إني قد كلَّمت منكم نفرًا، ولو أنهم فهموا عنّي رجوت أن تكونوا قد فهمتم، وإنّ الأمثال أوضحُ من كثير من الكلامِ، وسأضرب لكم مثَلكم تَبَصَّروا. إنكم كنتم أهل جَهد في المعيشة، وقشَف في الهيئة، لا تمتنعون، ولا تنتصفون، فلم نُسئ جِواركم، ولم ندع مواساتكم، تُقحَمون المرّة بعد المرّة، فنميركم ثم نردّكم، وتأتوننا أجَراء وتجّارًا، فنحسن إليكم؛ فلما تطاعمتم بطعامنا، وشربتم شرابنا، وأظلَّكم ظلّنا، وصفتم لقومكم؛ فدعوتموهم، ثم أتيتمونا بهم، وإنما مثلُكم في ذلك ومثلُنا كمثل رجل كان له كَرْم، فرأى فيه ثعلبًا، فقال: وما ثعلب! فانطلق الثَّعلب، فدعا الثَّعالب إلى ذلك الكَرْم، فلما اجتمعن عليه سدّ عليهنّ صاحبُ الكرْم الجُحر الَّذي كنّ يدخلْن منه، فقتلهنّ؛ وقد علمتُ: أنّ الذي حَمَلكم على هذا الحرصُ، والطمعُ، والجَهد، فارجعوا عنَّا عامَكم هذا، وامتاروا حاجتَكم، ولكم العَوْد كلَّما احتجتم، فإني لا أشتهي أن أقتلكم (٢). (٣: ٥٢٥/ ٥٢٦).

٢٨٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عُمارة بن القعقاع


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>