للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعدًا، وكان أوّل مَن حمل القعقاع، فقال: اللهمّ اغفرها له وانصره. وقال: واتميماه سائرَ الليلة! ثمّ قال: أرى الأمر ما فيه هذا، فإذا كبَّرتُ ثلاثًا فاحملوا. فكبَّر واحدة فلحقتهم أسد، فقيل: قد حملت أسد، فقال: اللهمّ اغفرها لهم وانصرهم؛ واأسَداهْ سائرَ الليلة! ثم قيل: حملت النَّخَع، فقال: اللهمّ اغفرها لهم وانصرهم؛ وانَخعاه سائر الليلة! ثم قيل: حملت بجيلة، فقال: اللهمّ اغفرها لهم، وانصرهم؛ وابجيلتاه! ثم حملت الكنود، فقيل: حملت كندة، فقال: واكندتاه! ثم زحف الرؤساء بمن انتظر التكبيرة، فقامت حربهم على ساق حتى الصباح، فذلك ليلة الهرير (١). (٣: ٥٦١).

٣٢٧ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن نويرة، عن عمِّه أنس بن الحُليْسِ، قال: شهدتُ ليلة الهرير، فكان صليل الحديد فيها كصوت القيون ليلتَهم حتى الصبّاح، أفرغ عليهم الصبر إفراغًا، وبات سعد بليلة لم يَبِت بمثلها، ورأى العرب والعجم أمرًا لم يروْا مثلَه قطّ، وانقطعت الأصوات والأخبار عن رستْم وسعد، وأقبل سعد على الدّعاء، حتى إذا كان وجهُ الصُّبْح، انتهى الناس فاستدلّ بذلك على أنّهم الأعلوْن، وأنّ الغلَبة لهم (٢). (٣: ٥٦١/ ٥٦٢).

٣٢٨ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، عن الأعْورَ بن بنان المنقِري، قال: أوّل شيء سمعه سعد ليلتئذ مما يستدلّ به على الفتح في نصف الليل الباقي صوتُ القعقاع بنِ عمرو وهو يقول:

نحن قتلْنا مَعْشَرًا وزئدا ... أربعةً وخمسةً وواحِدا

نُحْسَبُ فوق اللِّبَد الأساودا ... حتَّى إذا ماتوا دعوتُ جاهِدا

اللهُ ربّي، واحترزتُ عامِدا (٣)

(٣: ٥٦٢).

٣٢٩ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو، عن الأعور ومحمد عن عمِّه، والنضر عن ابن الرُّفَيْل، قالوا: اجتلدوا تلك الليلة من أوَّلها


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>