للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٤ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن النَّضْر، عن ابن الرُّفَيْل، عن أبيه، قال: دعاني سعد، فأرسلني أنظر له في القتلى، وأسمّي له رؤوسهم، فأتيته فأعلمته، ولم أرَ رستم في مكانه، فأرسل إلى رجل من التَّيْم يُدعى هلالًا، فقال: ألم تُبلغني أنَّك قتلت رستم! قال: بلى، قال: فما صنعت به؟ قال: ألقيته تحت قوائم الأبغُل، قال: فكيف قتلته؟ فأخبره، حتَّى قال: ضربت جبينه وأنفَه. قال: فجئنا به، فأعطاه سلبَه، وكان قد تخفَّف حين وقع إلى الماء، فباع الَّذي عليه بسبعين ألفًا، وكانت قيمة قَلنْسُوته مئة ألف لو ظفر بها. وجاء نفر من العباد حتى دخلوا على سعد، فقالوا: أيّها الأمير؛ رأينا جسد رستم على باب قصرك وعليه رأس غيره؛ وكان الضَّرب قد شوَّهه؛ فضحك (١). (٣: ٥٦٦).

٣٣٥ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد، قالوا: وقال الدَّيْلَم ورؤساء أهل المسالح الذين استجابوا للمسلمين، وقاتلوا معهم على غير الإسلام: إخوانُنا الَّذين دَخلوا في الأمر من أوَّل الشأن أصوَبُ منَّا وخير، ولا والله لا يُفْلح أهلُ فارس بعد رستم إلا مَن دخل في هذا الأمر منهم؛ فأسلَموا؛ وخرج صبيان العسكر في القتلى، ومعهم الأداوَى يسقُون مَن به رَمَقٌ من المسلمين، ويقتلون مَن به رمَق من المشركين، وانحدروا من العُذَيْب مع العشاء. قال: وخرج زهرة في طلب الجالنوس، وخرج القعقاع وأخوه وشرحبيل في طلب مَن ارتفع وسفل، فقتلوهم في كلّ قرية، وأجَمة، وشاطئ نهر، ورجعوا فوافوا صلاة الظهر، وهنَّأ الناس أميرَهم، وأثنى على كلّ حيّ خيرًا، وذكرَه منهم (٢). (٣: ٥٦٦/ ٥٦٧).

٣٣٦ - وعن سيف، عن البرمكان، والمجالد عن الشعبيّ، قال: لحق به زهرة، فرفع له الكرَة فما يخطئها بنُشَّابة، فالتقيا فضربه زهرة فجدّ له -ولزهرة يومئذ ذُؤابة وقد سُوّد في الجاهليّة، وحسن بلاؤه في الإسلام وله سابقة، وهو يومئذ شابٌ- فتدرّع زهرة ما كان على الجالنوس، فبلغ بضعةً وسبعين ألفًا. فلما رجع إلى سعد نزع سَلَبه، وقال: ألا انتظرتَ إذْني! وتكاتبا، فكتب عمر إلى


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>