تُسمَى أصهار المهاجرين، وبجيلة، وإنَّما جرّأهم على الانتقال بأثقالهم توطئةُ خالد، والمثنَّى بعد خالد، وأبي عُبيد بعد المثنَّى، وأهل الأيَّام، فلاقوْا بأسًا بعد ذلك شديدًا (١)(٣٠: ٥٨١).
٣٥٣ - كتب إليَّ السريُّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمَّد، والمهلَّب، وطلحة، قالوا: وكان بُكَيْر بن عبد الله اللَّيْثيّ، وعتبة بن فَرْقَد السُّلَميّ، وسماك بن خَرَشة الأنصاريّ -وليس بأبي دُجانة- قد خطبوا امرأة يوم القادسيَّة، وكان مع النَّاس نساؤهم؛ وكانت مع النَّخَع سبعمئة امرأة فارغة؛ وكانوا يُسمَّوْن أختانَ المهاجرين حتى كان قريبًا؛ فتزوجهنّ المهاجرون قبل الفتح وبعد الفتح؛ حتى استوعبوهنّ، فصار إليهن سبعمئة رجل من الأفناء؛ فلَّما فرغ النَّاس؛ خطب هؤلاء النَّفر هذه المرأة -وهي أرْوَى ابنة عامر الهلاليَّة- هلال النَّخَع؛ وكانت أختها هُنَيْدة تحتَ القعقاع بن عمرو التميميّ، فقالت لأختها: استشيري زوجَك: أيهم يراه لنا! ففعلت؛ وذلك بعد الوقعة وهم بالقادسيَّة؛ فقال القعقاع: سأصفهم في الشعر فانظري لأختك، وقال:
وإن كنتِ حاولتِ الطِّعان فَيمِّمِي ... بكَيرًا إذا ما الخيلُ جالَتْ عن الرَّدِي
وكلُّهُمُ في ذِرْوة المجدِ نَازلٌ ... فشأْنكُمُ إِنّ البَيانَ عن الغَد
وقالوا: وكانت العرب توقَّعُ وقعة العرب؛ وأهل فارس في القادسيّة فيما بين العُذيب إلى عَدَن أبْيَن، وفيما بين الأُبلّةِ وأيلَة يروْن: أن ثبات مُلكهم، وزواله بها، وكانت في كلّ بلد مُصيخةً إليها، تنظُر ما يكون من أمرها؛ حتَّى إن كان الرجل ليريد الأمر فيقول: لا أنظر فيه حتّى أنظر ما يكون من أمر القادسيَّة. فلمّا كانت وقعة القادسيّة سارت بها الجنّ، فأتت بها ناسًا من الإنس، فسبقت أخبار الإنس إليهم؛ قالوا: فبدرت امرأة ليلًا على جبل بصَنْعَاء، لا يُدرَى مَنْ هي؟ وهي تقول: