للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَيَّتْكِ عنّي عُصْبَةٌ نَخَعِيَّةٌ ... حسانُ الوُجوهِ آمَنوا بِمُحَمَّدِ

أَقاموا لِكِسْرَى يَضْرِبون جُنودَه ... بكلِّ رَقيقِ الشَّفرَتَيْن مُهَنَّدِ

إذَا ثَوَّبَ الدَّاعي أناخوا بكَلْكَلٍ ... منَ الموت تَسْوَدُّ الغَياطِلُ مُجْرَدِ

وسمع أهل اليمامة مجتازًا يغنِّي بهذه الأبيات:

وَجدْنا الأكْثَرين بني تميمٍ ... غداةَ الرَّوْع أَصْبَرَهُمْ رِجالا

هُمُ ساروا بِأَرْعَنَ مُكْفَهِرٍّ ... إلى لَجِبٍ فَزَرَّتْهُمْ رِعالا

بُحُورٌ لِلأَكاسِرِ مِن رِجالٍ ... كأُسْدِ الغاب تحسَبُهُمْ جِبالا

تَركْنَ لهم بقادِسَ عِزَّ فَخْرٍ ... وبالخيفَيْن أَيَّامًا طِوالا

مُقَطَّمةً أكفُّهمُ وسُوقٌ ... بمِردىّ حيثُ قابلَتِ الرِّجالا

قال: وسُمِعَ بنحو ذلك في عامة بلاد العرب (١). (٣: ٥٨١/ ٥٨٢).

٣٥٤ - كتب إليَّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن مجالد بن سعيد؛ قال: لمّا أتى عمرَ بن الخطاب نزولُ رستم القادسيَّة، كان يستخبِر الرّكبان عن أهل القادسيَّة من حين يُصبح إلى انتصاف النهار، ثم يرجع إلى أهله ومنزله. قال: فلمَّا لقيَ البشير سأله من أين؟ فأخبره، قال: يا عبدَ الله حدِّثني! قال: هزم الله العدّو، وعمر يخُبّ معه ويستخبره والآخر يسير على ناقته ولا يعرفه؛ حتى دخل المدينة، فإذا الناس يسلِّمون عليه بإمْرة المؤمنين، فقال: فهلّا أخبرتَني رحمك الله: أنَّك أمير المؤمنين؟ ! وجعل عمر يقول: لا عليك يا أخي (٢)! (٣: ٥٨٣).

٣٥٥ - كتب إلي السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلّب، وزياد، قالوا: وأقام المسلمون في انتظار بلوغ البشير وأمرِ عمر، يقوِّمون أقباضهم، ويَحزُرون جندَهم، ويرمُّون أمورهم. قالوا: وتتابع أهلُ العراق من أصحاب الأيَّام الذين شهدوا اليرموك ودمشق، ورجعوا مُمِدِّين لأهل القادسيَّة، فتوافوْا بالقادسيَّة من الغد ومن بعد الغد، وجاء أوّلهم يوم أغواث، وآخرهم من بعد الغد من يوم الفتح، وقدمت أمداد فيها مُراد، وهَمْدان، ومن أفناء الناس، فكتبوا فيهم إلى عمر يسألونه عمَّا ينبغي أن يُسار بهم فيهم -وهذا


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>