للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن زُهرة، ومحمد بن عمرو، قالا: بعث الأخماس مع قضاعيّ وأبي مفزّر، والحسابَ مع زياد بن أبي سفيان، وكان الذي يكتب للناس ويدوّنهم، فلما قدموا على عمر كلم زياد عمرَ فيما جاء له، ووصف له، فقال عمر: هل تستطيع أن تقوم في الناس بمثل الذي كلمتني به؟ فقال: والله ما على الأرض شخص أهيبَ في صدري منك، فكيف لا أقوى على هذا من غيرك! فقام في الناس بما أصابوا وبما صنعوا، وبما يستأذنون فيه من الانسياح في البلاد. فقال عمر: هذا الخطيب المصقع، فقال: إنَّ جُنْدَنا أطْلَقوا بالفَعال لِساننا (١). (٢٩: ٤/ ٣٠).

٤٥٤ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن زهرة ومحمد، عن أبي سلمة، قال: لما قُدم على عمر بالأخماس من جَلولاء، قال عمر: والله لا يُجنّه سقف بيت حتى أقسمه. فبات عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن أرقن يحرسانه في صحن المسجد، فلما أصبح جاء في الناس فكشف عنه جلابيبَه -وهي الأنطاع- فلما نظر إلى ياقوته وزبرجدِه وجوهره؛ بكى، فقال له عبد الرحمن: ما يبكيك يا أمير المؤمنين! فوالله إنّ هذا لموطن شُكر! فقال: عمر: والله ما ذاك يبكيني، وتالله ما أعطَى الله هذا قومًا إلّا تحاسدوا، وتباغضوا! ولا تحاسدوا إلّا ألقِيَ بأسهم بينهم. وأشكل على عمر في أخماس القادسيّة حتى خطر عليه ما أفاء الله -يعني من الخُمس- فوضع ذلك في أهله، فأجرى خُمس جلولاء مُجرى خمس القادسيّة عن ملأ وتشاور وإجماع من المسلمين، ونفّل من ذلك بعض أهل المدينة (٢). (٤: ٣٠).

٤٥٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن طلحة بن الأعلم، عن ماهان، قال: لم يثبت أحد من أهل السواد على العهد فيما بينهم وبين أهل الأيام إلّا أهل قَريات، أخذوها عنوة، كلهم نكث؛ ما خلا أولئك القريات، فلما دُعوا إلى الرّجوع صاروا ذمّة، وعليهم الجِزاء، ولهم المنْعَة، إلا ما كان لآل كسرى


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>