للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تارك عيشَ اليوم الثاني، وراجع إلى عيش اليوم الأول. فتفرّقوا وهم يقولون: لقد رمتكم العرب برجلهم.

وبلغ عمر، فقال لجلسائه: والله إن حربه لليّنة مالها سَطْوة ولا سَوْرة كسوْرات الحروب من غيره؛ إنّ عَمْرًا لعضّ. ثم أمّره عليها وقام بها (١). (٤: ١٠٨/ ١٠٩/ ١١٠).

٥٤٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي سعيد الربيع بن النعمان، عن عمرو بن شعيب، قال: لما التقى عمرو، والمقوقِس بعين شمس، واقتتلت خيلاهما؛ جعل المسلمون يجولون بعد البُعد. فدمّرهم عمرو، فقال رجل من أهل اليمن: إنّا لم نخلَق من حِجارة ولا حديد! فقال: اسكت؛ فإنما أنت كَلْب، قال: فأنت أمير الكلاب، قال: فلما جعل ذلك يتواصل نادى عمرو: أين أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فحضر من شهدها من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تقدّموا، فبكم ينصر الله المسلمين. فتقدّموا وفيهم يومئذ أبو بُردة وأبو بَرْزة، وناهدهم الناس يتبعون الصحابة، ففتح الله على المسلمين، وظفِروا أحسن الظّفر. وافتتحت مصر في ربيع الأول سنة ستّ عشرة، وقام فيها مُلك الإسلام على رجْل، وجعل يفيض على الأمم والملوك، فكان أهل مصر يتدَفَّقون على الأجلّ، وأهل مُكْران على راسِل، وداهر، وأهل سِجِسْتان على الشاه، وَذويه، وأهل خُراسان والباب على خاقان، وخاقان ومَن دونهما من الأمم، فكفكفهم عمر إبقاء على أهل الإسلام، ولو خلّى سِربهم لبلغوا كلّ مَنْهَل (٢). (٤: ١١٠/ ١١١).

٥٤٨ - حدّثني عليّ بن سهل، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب: أنّ المسلمين لما فتحوا مصر؛ غزوا نُوبة مصر، فقفل المسلمون بالجراحات، وذهاب الحدَق من جُودة الرمي، فسمّوا رماة الحدَق، فلمّا ولِّيَ عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح مصر، ولّاه إياها عثمان بن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>