للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّوذ؛ حتى إذا بلغ ذلك يَزْدَجرد خرج إلى بَلْخ، ونزل الأحنف مَرْوَ الرّوذ؛ وقدم أهل الكوفة؛ فساروا إلى بَلْخ، وأتبعهم الأحنف، فالتقى أهل الكوفة ويَزْدَجِرد ببلْخ، فهزم الله يَزْدَجِرد، وتوجّه في أهل فارس إلى النهر فعبر، ولحق الأحنف بأهل الكوفة؛ وقد فتح الله عليهم؛ فبلْخُ من فتوح أهل الكوفة. وتتابع أهل خراسان ممن شذّ أو تحصّن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طُخَارستان ممّن كان في مملكة كسرى، وعاد الأحنف إلى مَرْو الرّوذ، فنزلها واستخلف على طُخَارستان ربعيّ بن عامر، وهو الذي يقول فيه النجاشيّ - ونسبه إلى أمّه؛ وكانت من أشراف العرب -:

ألا رُبَّ مَن يُدْعَى فتىً ليس بالفَتى ... ألا إنَّ رِبْعِيَّ بْنَ كأس هو الفَتى

طويلٌ قُعودُ القومِ في قَعْرِ بيتِهِ ... إذا شَبِعُوا من ثُفْلِ جَفْتتِهِ سَقى

كتب الأحنف إلى عمر بفتْح خُراسان، فقال: لودِدت أني لم أكن بعثتُ إليها جندًا، ولودِدت أنه كان بيننا وبينها بحر من نار؛ فقال عليّ: ولمَ يا أمير المؤمنين؟ ! قال: لأنّ أهلَها سينفَضُّون منها ثلاث مرّات، فيُجتاحون في الثالثة، فكان أن يكون ذلك بأهلها أحبَّ إليّ من أن يكون بالمسلمين (١). (٤: ١٦٦/ ١٦٧/ ١٦٨).

٥٧٤ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي عبد الرحمن القزاريّ، عن أبي الجَنوب اليشكريّ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: لما قدِم عمر على فتح خُراسان، قال: لودِدت أنّ بيننا وبينها بحرًا من نار، فقال عليّ: وما يشتدّ عليك من فتحها! فإنّ ذلك لموضع سرور، قال: أجل ولكني ... حتى أتى على آخر الحديث (٢) (٤: ١٦٨).

٥٧٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عيسى بن المغيرة، وعن رجل من بكر بن وائل يدعى الوازع بن زيد بن خُلَيدة، قال: لما بلغ عمرَ غلبةُ الأحنف على المرْوَيْن، وبلْخ، قال: وهو الأحنف، وهو سيّد أهل المشرق المسمّى غير اسمه. وكتب عمر إلى الأحنف: أما بعد، فلا تجوزَنّ النهر واقتصِرْ


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>