للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه عامل له جمع بينه وبين مَنْ شكاه؛ فإن صحّ عليه أمرٌ يجب أخْذُه به أخَذَه به (١). (٤: ٢٠٤).

٦١٣ - وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا سعيد الجُرَيريّ عن أبي نَضْرة، عن أبي فراس، قال: خطب عمر بن الخطاب، فقال: يا أيها الناس! إني والله ما أرسل إليكم عمّالًا ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم؛ ولكني أرسلهم إليكم ليعلّموكم دينكم وسنّتكم؛ فمن فُعِل به شيء سوى ذلك؛ فليرفعْه إليّ؛ فو الذي نفس عمر بيده لأقصّنّه منه! فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أميرَ المؤمنين! أرأيتُك إن كان رجل من أمراء المسلمين على رعيّة، فأدّب بعض رعيّته، إنك لتقصّه منه! قال: إي والذِي نفس عمر بيده إذًا لأقصنّه منه! وكيف لا أقصّه منه وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقِصّ من نفسه! ألا لا تضربوا المسلمين فتُذِلُّوهم، ولا تجمّروهم فتفتِنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتُكفروهم، ولا تنزِلُوهم الغِياض فتضيّعوهم.

وكان عمر - رضي الله عنه - فيما ذكر عنه - يُعسّ بنفسه، ويرتاد منازل المسلمين، ويتفقّد أحوالهم بيديه (٢). (٤: ٢٠٤/ ٢٠٥).

٦١٤ - وحدّثني أحمد بن حرب، قال: حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبيريّ، قال: حدّثني أبي عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرجتُ مع عمر بن الخطاب رحمه الله إلى حَرّة واقم، حتى إذا كنا بصرار؛ إذا نار تؤرّث؛ فقال: يا أسلم! إني أرى هؤلاء ركبًا قصّر بهم الليل والبرد؛ انطلق بنا؛ فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صِبيان لها، وقِدْر منصوبة على النار، وصِبيانها يضاغُوْن؛ فقال عمر: السّلام عليكم يا أصحابَ الضَّوء! - وكره أن يقول: يا أصحاب النار - قالت: وعليك السلام؛ قال: أأدنو؟ قالت: ادنُ بخير أو دَعْ؛ فدنا فقال: ما بالُكم؟ قالت: قصّر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغوْن؟ قالت: الجوع، قال: وأيّ شيء في هذه القدر؟ قالت: ماء أسكِّتهم به حتى يناموا، اللهُ بيننا وبين عمر! قال: أيْ رحِمَك الله، ما يُدرِي عمرَ


(١) إسناده مرسل ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف وضعفه الألباني (ضعيف سنن أبي داود ح ٤٥٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>