ولقد سقنا هذا الكلام لنقول بأن سيفًا كان ضعيفًا في التأريخ كذلك وهو تأثير في ضعفه في رواية الحديث ويظهر ذلك جليًا في هذه الرواية بالذات وفي رواية أخرى ذكرناها في الضعيف (٤/ ٣٣٠/ ١٠٤٢)، وأما ها هنا فإن رواية سيف تبيّن أن اليهودي الأصل عبد الله بن سبأ هو الذي أثّر على أبي ذر ليحاجج معاوية في آية اكتناز الذهب والفضة، وأن أبا ذر انقاد لكلام ابن سبأ دون تريث، وتأثر به مباشرة، بينما الرواية نفسها تبين أن عبد الله بن سبأ عندما دخل على أبي ذر في المرة الثانية استغربه أبو ذر وفطن له وقال: ما أظنك إلا يهوديًا - فأين هذا من ذاك؟ والحق يقال: إن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكونوا ليتأثروا بمقالة عبد الله بن سبأ (وهذا إذا ثبت أنه حاول استمالتهم)، ولم نجد رواية صحيحة السند تؤكد: أن عبد الله بن سبأ أثر في قناعة أبي ذر، أو عمار بن ياسر بل كلها روايات ضعيفة، وإن لم يكن البلاء من سيف كما ذكرنا هنا فإنه البلاء الأشد من قبل تلميذه وراويته شعيب وهو معروف بتحامله وطعنه في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين، وسود الله وجوه الكذابين من الرواة، والحمد لله على نعمة الإسناد!