للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن شئتم فالبحر، قال: فنخروا نخرة واحدة، وقالوا: الماء؛ فدنونا منهم، فربطنا السفنَ بعضها إلى بعض حتى كنّا يضرب بعضنا بعضًا على سفننا وسفنهم؛ فقاتلنا أشدّ القتال، ووثبت الرّجال على الرّجال يضطربون بالسيوف على السفن، ويتواجؤون بالخناجر، حتى رجعت الدّماء إلى الساحل تضربها الأمواج، وطرحت الأمواج جثث الرجال رُكامًا (١). (٤: ٢٩٠).

٧٣٩ - قال ابن عمر: فحدّثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عمّن حضر ذلك اليوم، قال: رأيت الساحل حيث تضرب الريح الموج، وإنّ عليه لمثلَ الظَّرِب العظيم من جثث الرجال؛ وإنّ الدم لغالب على الماء، ولقد قتل يومئذ من المسلمين بشر كثير، وقتل من الكفار ما لا يحصى، وصبروا يومئذ صبرًا لم يصبروا في موطن قطّ مثله. ثم أنزل الله نصرَه على أهل الإسلام، وانهزم القسطنطين مدبرًا، فما انكشف إلّا لما أصابه من القتل والجراح؛ ولقد أصابه يومئذ جراحات مكث منها حينًا جريحًا (٢). (٤: ٢٩٠/ ٢٩١).

٧٤٠ - قال ابن عمر: حدّثني سالم مولى أمّ محمد عن خالد بن أبي عمران، عن حَنَش بن عبد الله الصنعانيّ، قال: كان أوّل ما سُمع من محمد بن أبي حُذيفة حين ركب الناس البحر سنة إحدى وثلاثين: لمّا صلى عبد الله بن سعد بن أبي سرْح بالناس العصر، كَبّر محمد بن أبي حذيفة تكبيرًا ورفع صوته حتى فرغ الإمام عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح؛ فلما انصرف سأل: ما هذا؟ فقيل له: هذا محمد بن أبي حذيفة يكبّر، فدعاه عبد الله بن سعد، فقال له: ما هذه البدعة والحدَث؟ فقال له: ما هذه بدعة ولا حدَث، وما بالتكبير بأس، قال: لا تعودنّ.

قال: فأسكَت محمد بن أبي حذيفة، فلمّا صلّى المغرب عبد الله بن سعد كبّر محمد بن أبي حُذيفة تكبيرًا أرفع من الأوّل، فأرسل إليه: إنّك غلام أحمق؛ أما والله لولا أني لا أدري ما يُوافق أمير المؤمنين لقاربت بين خَطْوك! فقال محمد بن أبي حذيفة: والله ما لَكَ إلى ذلك سبيل! ولو هممتَ به ما قدرتَ عليه. قال: فكُفَّ خيرٌ لك؛ والله لا تركب معنا! قال: فأركبُ مع المسلمين؟ قال: اركبْ


(١) إسناده ضعيف لأن في متنه الواقدي وهو متروك.
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه الواقدي وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>