للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: إنّ يَزْدَجرد وقع إلى أرض فارس، فأقام بها أربع سنين، ثم أتى أرض كرْمان، فأقام بها سنتين أو ثلاث سنين، فطلب إليه دِهقان كَرْمان أن يقيمَ عنده، فلم يفعل؛ وطلب من الدّهقان أن يعطيَه رهينة، فلم يعطه دهقان كَرْمان شيئًا، فلم يعطه ما طلب، فأخذ برجله فسحبه وطرده عن بلاده؛ فوقع منها إلى سجسْتان، فأقام بها نحوًا من خمس سنين. ثمّ أجمع أن ينزل خُراسان فيجمع المجموع فيها ويسير بهم إلى من غلَبه على مملكته، فسار بمَنْ معه إلى مَرْو، ومعه الرُّهُن من أولاد الدّهاقين، ومعه من رُؤسائهم فرُّخزاذ؛ فلما قدم مَرْو استغاث منهم بالملوك، وكتب إليهم يستمدّهم، وإلى صاحب الصين وملك فَرْغانة، وملك كابُل، وملك الخَزر؛ والدّهقان يومئذ بمرو ماهويه بن مافناه بن فيد أبو بَراز. ووكّل ماهويه ابنه براز مدينة مَرو - وكانت إليه - وأراد يَزْدَجِرد دخول المدينة لينظر إليها وإلى قُهَنْدزها - وكان ماهويه قد تقدّم إلى ابنه ألّا يفتحها له إن رام دخولها تخوّفًا لمكره وغدره - فركب يَزْدَجِرد في اليوم الذي أراد دخولها، فأطاف بالمدينة، فلما انتهى إلى باب من أبوابها، وأراد دخولها منه صاح أبو بَراز ببَراز: أن افتح - وهو في ذلك يشدّ منطقته، ويومئ إليه ألّا يفعل - وفطن لذلك رجل من أصحاب يَزْدَجِرد، فأعلمه ذلك، واستأذنه في ضَرْب عنق ماهويه، وقال: إن فعلت صفتْ لك الأمور بهذه الناحية؛ فأبى عليه (١). (٤: ٢٩٥/ ٢٩٦).

٧٤٧ - وقال بعضهم: بل كان يَزْدَجرد ولّى مَرْو فَرّخزاذ، وأمر بَراز أن يدفع القُهَندز والمدينة إليه، فأبى أهل المدينة ذلك؛ لأن ماهويه أبا براز تقدّم إليهم بذلك، وقال لهم: ليس هذا لكم بملك، فقد جاءكم مفلولًا مجروحًا، ومَروْ لا تحتمل ما يحتمل غيرها من الكُوَر، فإذا جئتكم غدًا فلا تفتحوا الباب. فلما أتاهم فعلوا ذلك، وانصرف فرّخزاذ، فجثا بين يدي يَزْدَجِرد، وقال: استصعبتْ عليكَ مَرْو؛ وهذه العرب قد أتتك. قال: فما الرأي؟ قال: الرأي أن نلحق ببلاد الترك ونقيم بها، حتى يتبيّن لنا أمر العرب؛ فإنهم لا يَدَعون بلدة إلّا دخلوها. قال: لست أفعل؛ ولكني أرجع عَوْدِي على بدئي؛ فعصاه ولم يقبل رأيه، وسار يَزْدَجرد، فأتى بَراز دِهقان مَرْو، وأجمع على صرف الدَّهقنة إلى


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>