وتفصيل ذلك في مقدمة تحقيقنا فليراجع. أما ها هنا فمان سيف قد ناقض نفسه بنفسه وزاد الطين بلّة أن الراوي عنه في هذه الرواية هو شعيب المعروف بتحامله على السلف، ففي رواية سيف هذه عبارة [وخلت الكوفة من الرؤساء إلَّا منزوعًا أو مفتونًا، تأتي عبارة أخرى لنكذب هذه العبارة وهى (وبقي حلماء الناس وأشرافهم ووجوههم في المسجد، وذهب من سواهم وعمرو بن حريث يومئذ الخليفة). فإذا كانت الكوفة خلت إلَّا من منزوع أو مفتون فمن أين جاء الوجوه والحلماء والأشراف؟ ؟ ! ! ثم إن في رواية شعيب هذه عن سيف مخالفة صريحة وواضحة لما ثبت في الصحيح من أن أحدًا لم يرق دمه إلَّا في يوم الجرعة كما ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة (٨٨/ ١٨)، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه لا يراق في ذلك اليوم دم بينما رواية سيف تذكر أن الأشتر قد ضرب عنق مولى لسعيد بن العاص! ! ! وكذلك لم نجد رواية صحيحة تذكر أن عثمان رضي الله عنه أنشد البيت الذي ذكره الأشتر على لسانه، وتفاصيل أخرى انفرد بها سيف والله تعالى أعلم.