للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا موسى؛ قال: قد أثبتْنا أبا موسى عليهم، ووالله لا نجعل لأحد عُذرًا، ولا نترك لهم حجّة، ولنَصبرنّ كما أمرنا حتى نَبلغ ما يريدون. ورجع من قرب عمله من الكوفة، ورجع جرير من قَرْقيسياء وعُتيبة من حُلْوان. وقام أبو موسى فتكلّم بالكُوفة فقال: أيَّها الناس؛ لا تنفروا في مثل هذا، ولا تعودوا لمثله، الزَموا جماعتكم والطاعة، وإيَّاكم والعجلة، اصبروا، فكأنكم بأمير. قالوا: فصلّ بنا، قال: لا، إلَّا على السمع والطاعة لعثمانَ بن عفان؛ قالوا: على السمع والطاعة لعثمان (١). (٤: ٣٣٠/ ٣٣١/ ٣٣٢).

٧٨٨ - حدّثني جعفر بنُ عبد الله المحمديّ، قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة، وعليّ بن حسين بن عيسى، قالا: حدّثنا حسين بن عيسى، عن أبيه،


(١) إسناده ضعيف وإن كان فيه ما هو صحيح (كما ذكرنا في قسم الصحيح)، ولكن سيفًا قد خلط في روايته هذه الحابل بالنابل ولقد أصاب أئمة الجرح والتعديل عندما حكموا على ضعفه في الحديث وروايته، وهو إن كان عارفًا بالتأريخ معتمدًا، كما حكم الذهبي وابن حجر فإن هذا لا يعني أن الضعف لا يتطرق إلى رواياته التأريخية وذلك ما لمسناه من خلال تحقيقنا لتأريخ الطبري، وهذا لا يعني أننا أهملنا كلام الذهبي وابن حجر وحاشا لنا أن نفعل ذلك بل وفقنا بين اعتمادنا على تضعيف العلماء له في الحديث، وقول ابن حجر ضعيف في الحديث عمدة في التأريخ فاعتبرنا رواياته التأريخية ضعيفة مبدئيًا ثم وضعنا منها في الصحيح بشروط أولها: أن نجد لرواية سيف أصلًا في الصحيح، وأن لا تكون في رواية سيف مخالفة لما في الروايات الصحيحة، ولا تتضمن أمورًا تتعلق بمسائل العقيدة أو أمور الحلال والحرام ولا تحتوي على طعن في عدالة الصحابة.
وتفصيل ذلك في مقدمة تحقيقنا فليراجع. أما ها هنا فمان سيف قد ناقض نفسه بنفسه وزاد الطين بلّة أن الراوي عنه في هذه الرواية هو شعيب المعروف بتحامله على السلف، ففي رواية سيف هذه عبارة [وخلت الكوفة من الرؤساء إلَّا منزوعًا أو مفتونًا، تأتي عبارة أخرى لنكذب هذه العبارة وهى (وبقي حلماء الناس وأشرافهم ووجوههم في المسجد، وذهب من سواهم وعمرو بن حريث يومئذ الخليفة). فإذا كانت الكوفة خلت إلَّا من منزوع أو مفتون فمن أين جاء الوجوه والحلماء والأشراف؟ ؟ ! !
ثم إن في رواية شعيب هذه عن سيف مخالفة صريحة وواضحة لما ثبت في الصحيح من أن أحدًا لم يرق دمه إلَّا في يوم الجرعة كما ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة (٨٨/ ١٨)، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه لا يراق في ذلك اليوم دم بينما رواية سيف تذكر أن الأشتر قد ضرب عنق مولى لسعيد بن العاص! ! ! وكذلك لم نجد رواية صحيحة تذكر أن عثمان رضي الله عنه أنشد البيت الذي ذكره الأشتر على لسانه، وتفاصيل أخرى انفرد بها سيف والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>