للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرضُوا وقَبِلوا، وخرجوا راضين (١). (٤: ٣٤٤/ ٣٤٥).

٧٩٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وأبي حارثة، وأبي عثمان، قالوا: صفى عثمان بالناس بعد ما نزلوا به في المسجد ثلاثين يومًا، ثم إنهم منعوه الصلاة، فصلّى بالناس أميرهم الغافقيّ، دان له المصريون، والكوفيّون، والبصريون، وتفزق أهلُ المدينة في حيطانهم، ولزموا بيوتهم، لا يخرج أحدٌ ولا يجلس إلَّا وعليه سيفه يمتنع به من رَهق القوم وكان الحصار أربعين يومًا، وفيهن كان القتل، ومنْ تعرّض لهم وضعوا فيه السلاح، وكانوا قبل ذلك ثلاثين يومًا يكفّون.

وأما غيرُ سيف فإنّ منهم من قال: كانت مناظرة القوم عثمان وسبب حصارهم إياه (٢). (٤: ٣٥٣/ ٣٥٤).

٧٩٧ - وأمّا الواقديّ فإنه ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خُشُب أمورًا كثيرة، منها ما قد تقدّم ذِكْره؛ ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة مني لبشاعته. ومنها ما ذكر: أنّ عبد الله بن جعفر حدّثه عن أبي عون مولى المِسْور، قال: كان عمرو بن العاص على مصر عاملًا لعثمان؛ فعزله عن الخراج، واستعمله على الصلاة، واستعمل عبد الله بن سعد على الخراج؛ ثم جمعهما لعبد الله بن سعد، فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان، فأرسل إليه يومًا عثمان خاليًا به، فقال: يا بن النابغة! ما أسرع ما قمل جُرُبّان جُبَّتك! إنما عهدك بالعمل عامًا أوّل. أتطعن عليّ وتأتيني بوجه وتذهب عنّي بآخر! والله لولا أُكْلَةٌ ما فعلتَ ذلك. قال: فقال عمرو: إنّ كثيرًا مما يقول الناس وينقلون إلى ولاتهم باطل؛ فاتّق الله يا أميرَ المؤمنين في رعيتك! فقال عثمان: والله لقد استعملتك على ظلعِك، وكثرة القالة فيك. فقال عمرو: قد كنتُ عاملًا لعمر بن الخطاب، ففارقني وهو عنّي راض. قال: فقال عثمان: وأنا والله لو آخذتك بما آخذك به عمر لاستقصتَ؛ ولكني لنت عليك فاجترأتَ عليّ، أما والله لأنا أعزُّ منك نفرًا في الجاهليّة؛ وقبل أن ألي هذا السلطان. فقال عمرو: دع عنك


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>