للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحزاب وبين ما يأملون كما فُعل بأشياعهم من قبل (١). (٤: ٣٨٥/ ٣٨٦/ ٣٨٧).

٨٢٧ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، قال: بعثتْ ليلى بنة عُمَيس إلى محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقالت: إنّ المصباح يأكلُ نفسه، ويضيء للناس؛ فلا تأثما في أمرٍ تسوقانه إلى مَن لا يأثَم فيكما؛ فإنَّ هذا الأمر الذي تحاولون اليوم لغيركم غدًا، فاتقوا أن يكون عملكم اليوم حسرة عليكم؛ فلجَّا، وخرجا مغضَبين يقولان: لا ننسى ما صنع بنا عثمان؛ وتقول: ما صنع بكما! ألَّا ألزمكما الله! فلقيهما سعيد بن العاص، وقد كان بين محمد بن أبي بكر وبينه شيء، فأنكره حين لقيه خارجًا من عند ليلى، فتمثل له في تلك الحال بيتًا:

اسْتبْقِ وُدَّكَ للصَّديق ولا تَكُنْ ... فيْئًا يَعَضُّ بخاذِلٍ مِلْجاجا

فأجابه سعيد متمثلًا:

تَرَوْنَ إذًا ضَرْبًا صميمًا مِنَ الذي ... له جانبٌ ناءً عَن الجُرْمِ مُعْوِرُ (٢)

(٤: ٣٨٧).

٨٢٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وأبي حارثة، وأبي عثمان، قالوا: فلمّا بويع الناس جاء السابق فقَدِم بالسلامة، فأخبرهم من الموسم أنهم يريدون جميعًا المصريين وأشياعهم، وأنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجّهم؛ فلمّا أتاهم ذلك مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار؛ أعلقهم الشيطان، وقالوا: لا يخرجُنا مما وقعنا فيه إلَّا قتلُ هذا الرجل؛ فيشتغل بذلك الناس عنّا، ولم يبق خَصْلة يرجون بها النجاة إلَّا قتله، فراموا الباب؛ فمنعهم من ذلك الحسن، وابن الزبير، ومحمد بن طلحة، ومروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، ومَن كان من أبناء الصحابة أقام معهم، واجتلدوا، فناداهم عثمان: اللهَ اللهَ! أنتم في حلٍّ من نصرتي! فأبوا، ففتح الباب، وخرج ومعه التّرس والسيف لينهنهَهُم؛ فلما رأوْه أدبر المصريون، وركبهم هؤلاء،


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>