للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد بن حُنَيف، عن أبيه، قال: أوّل منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدّنيا، وانتهى وُسْع الناس طيَران الحمام والرّمي على الجُلاهقات، فاستعمل عليها عثمان رجلًا من بني ليث سنة ثمان، فقصّها وكسر الجُلاهقات.

وكتب إليّ السري عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عبد الله، عن عمرو بن شعيب، قال: أوّل من منع الحمام الطيّارة، والجُلاهقات عثمان؛ ظهرت بالمدينة، فأمّر عليها رجلًا، فمنعهم منها (١). (٤: ٣٩٨).

٨٤٤ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، عن أبيه نحوًا منه؛ وزاد: وحدث بين الناس النَّشْو. قال: فأرسل عثمان طائفًا يطوف عليهم بالعصا، فمنعهم من ذلك، ثم اشتدّ ذلك فأفشى الحدود، ونبَّأ ذلك عثمان، وشكاه إلى الناس، فاجتمعوا على أن يجلَدوا في النبيذ، فأخذ نفرٌ منهم، فجلدوا (٢). (٤: ٣٩٨).

٨٤٥ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن مبشّر بن الفضيل، عن سالم بن عبد الله، قال: لما حَدثت الأحداث بالمدينة؛ خرج منها رجال إلى الأمصار مجاهدين، وليدنوا من العرب؛ فمنهم مَن أتى البصرة، ومنهم مَنْ أتى الكوفة، ومنهم من أتى الشام، فهجموا جميعًا من أبناء المهاجرين بالأمصار على مثل ما حدث في أبناء المدينة إلّا ما كان من أبناء الشام، فرجعوا جميعًا إلى المدينة إلّا مَن كان بالشام، فأخبروا عثمان بخبرهم؛ فقام عثمان في الناس خطيبًا، فقال: يا أهلَ المدينة! أنتم أصلُ الإسلام، وإنّما يفسُد الناس بفسادكم، ويصلحون بصلاحكم؛ والله والله والله لا يبلغني عن أحد منكم حدث أحدثه إلّا سيّرته! ألا فلا أعرفنّ أحدًا عرض دون أولئك بكلام ولا طلب، فإنّ من كان قبلكم كانت تقطَع أعضاؤهم دون أن يتكلم أحدٌ منهم بما عليه ولا له. وجعل عثمان لا يأخذ أحدًا منهم على شرّ أو شَهْر سلاح -عصًا فما فوقها- إلّا سيّره؛ فضجّ آباؤهم من ذلك حتى بلغه: أنهم يقولون: ما أحدث التسيير إلّا أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سيّر الحكَم بن أبي العاص، فقال: إنّ الحكَم كان مكِّيًّا، فسيّره


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>