للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحبُّ الطعام إليّ ألينُه؛ ولا أعلم لأحد عليّ في ذلك تَبِعةً (١). (٤: ٤٠٠/ ٤٠١).

٨٥٣ - قال محمد: وحدّثني ابنُ أبي سَبْرة عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، قال: كنت أفطِر مع عثمان في شهر رمضان؛ فكان يأتينا بطعام هو أليَن من طعام عمر، قد رأيت على مائدة عثمان الدَّرْمَك الجيّد، وصغار الضأن كلّ ليلة؛ وما رأيت عمر قط أكل من الدقيق منخولًا، ولا أكل من الغنم إلّا مسانّها، فقلت لعثمان في ذلك، فقال: يرحم الله عمر! ومن يُطيق ما كان عمر يطيق! (٢) (٤: ٤٠١).

٨٥٤ - قال محمد: وحدّثني عبدُ الملك بن يزيد بن السائب عن عبد الله بن السائب، قال: أخبرني أبي، قال: أوّل فسطاط رأيته بمنىً فسطاط لعثمان، وآخر لعبد الله بن عامر بن كُريز، وأوّل من زاد النداء الثالث يوم الجمعة على الزَّوراء عثمان، وأوّل مَنْ نُخل له الدقيق من الولاة عثمان رضي الله عنه (٣). (٤: ٤٠١).

٨٥٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: بلغ عثمان: أن ابن ذي الحبَكة النَّهديّ يعالج نيرنْجًا - فال محمد بن سلمة: إنما هو نيرج - فأرسل إلى الوليد بن عُقبة ليسأله عن ذلك؛ فإن أقرّ به فأوجعْه، فدعا به فسأله، فقال: إنما هو رِفْق وأمرٌ يعجَب منه؛ فأمر به فعزِّر، وأخبر الناسَ خبره، وقرأ عليهم كتاب عثمان: إنه قد جُدَّ بكم، فعليكم بالجِدّ؛ وإياكم والهُزّال؛ فكان الناس عليه، وتعجّبوا من وقوف عثمان على مثل خبره، فغضب، فنفر في الذبن نفروا، فضرب معهم، فكتب إلى عثمان فيه، فلما سيّر إلى الشأم مَنْ سيّر، سيّر كعب بن ذي الحبَكة، ومالك بن عبد الله - وكان دينه كدينه - إلى دُنباوَند؛ لأنها أرضٌ سَحِرة، فقال في ذلك كعب بن ذي الحبكة للوليد:

لعمري لئن طردَتني ما إلى التي ... طمِعْتَ بها من سقطَتِي لسبيلُ

رَجَوْتُ رُجوعي يا بنَ أروَى ورجْعَتي ... إلى الحقّ دَهْرًا غال ذلك غُولُ

وإنّ اغترابي في البلاد وجَفوَتي ... وشَتمِيَ في ذات الإله قليلُ

وإن دُعائي كلَّ يومٍ وليلةٍ ... عليك بِدُنْباونْدِكمْ لطَويلُ


(١) بين الطبري والواقدي انقطاع، والواقدي متروك.
(٢) بين الطبري والواقدي انقطاع، والواقدي متروك.
(٣) بين الواقدي والطبري انقطاع، والواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>