للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: مَا لك لا تَزَنَّد من هذا الرّجل؟ إنّ الأمر على خلاف ما بُلِّغتَه، وحُدّثته. قالت: أنا ضامنَة له، فطابت نفسُه وقال: انصرفوا، لا والله ما كذبَتْ، ولا كذَب، وإنه عندي ثِقة، فانصرفوا (١). (٤: ٤٤٤/ ٤٤٥/ ٤٤٦).

٩٢٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سَيف، عن محمد، وطلحة، قالا: ولما رأى عليّ من أهل المدينة ما رأى لم يَرْضَ طاعتَهم حتى يكون معها نُصرته، قام فيهم وجمع إليه وجُوهَ أهْلِ المدينة، وقال: إنّ آخر هذا الأمر لا يَصْلُح إلّا بما صلَح أوّله، فقد رأيتم عواقِبَ قضاء الله عزّ وجلّ على من مضى منكم، فانصروا الله؛ يَنْصركم ويصلح لكم أمركم. فأجابه رجلان من أعلام الأنصار؛ أبو الهيثم بن التَّيِّهان -وهو بدريّ- وخزيمة بن ثابت؛ وليس بذي الشهادتين؛ مات ذو الشهادتين في زمن عثمان رضي الله عنه (٢). (٤: ٤٤٧).

٩٢٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، عن عبيد الله، عن الحَكم، قال: قيل له: أشَهِد خُزَيمة بن ثابت ذو الشَّهادتين الجَمَل؟ فقال:


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارات وطامات وفيها من الافتراء على سيدنا علي والصحابة ما فيها، فزعم سيف في روايته هذه (ومن ورائه شعيب الحاقد على الصحابة) أن عليًّا رضي الله عنه قال: "ألا وإن طلحة والزبير وأم المؤمنين قد تمالؤوا على سخط إمارتي ودعوا الناس إلى الإصلاح" وحاشا لسيدنا علي أن يتهم هؤلاء الصحابة وفيهم حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والروايات الصحيحة التي ذكرنا تؤكد خلاف هذه الرواية تمامًا فكما ذكرنا مرارًا رواية الأحنف بن قيس رضي الله عنه وهو يحدث طلحة والزبير فيسألهما عن المخرج (وذلك عند مقتل عثمان رضي الله عنه) فيأمرانه بالذهاب إلى علي رضي الله عنه ليبايعه ثم تعرج على عائشة رضي الله عنها فتقول له كما قال طلحة والزبير فأين الرواية الصحيحة من كذب الرواة المجاهيل وتحاملهم على الصحابة، وأما تكلّم سيدنا علي على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بسوء فلم يصح أبدًا وإنما صحّ أن عليًا رضي الله عنه كلّفه بالإمارة على الشام لأن أهل الشام يحبون عبد الله بن عمر، فأقسم عبد الله أن لا يقبل بولاية الشام (وهو معروف من مواقف عبد الله بن عمر أنه كان يتجنب هذه المواقف) ولما أيقن علي أنه لن يتولى خرج عنه ولم يتكلم بشيء كما قال عبد الله بن عمر: (فتركني وخرج). ابن أبي شيبة (٧/ ٤٧٢).
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>