للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف بن يزيد، عن سهل بن سعد، قال: لما أخذوا عُثمان بن حُنيف؛ أرسلوا أبانَ بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها في أمره، قالت: اقتلوه، فقالت لها امرأة: نشدتُك بالله يا أمّ المؤمنين في عُثمان وصحبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قالت: ردّوا أبانًا، فردّوه، فقالت: احبسوه ولا تقتلوه، قال: لو علمتُ أنّكِ تدعينني لهذا لم أرجع، فقال لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا شعرَ لحيته، فضربوه أربعينَ سوطًا، ونتفوا شعر لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه وحبسوه (١). (٤: ٤٦٨/ ٤٦٩).

٩٥٥ - حدّثني أحمد بن زُهير، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثني وهب بن جرير بن حازم، قال: سمعتُ يونس بن يزيد الأيْليّ عن الزهرّيّ، قال: بلغني أنه لما بلغ طلحة والزّبير منزل عليّ بذي قار انصرفوا إلى البصرة، فأخذوا على المُنكَدرِ، فسمِعَتْ عائشة رضي الله عنها نُباح الكلاب، فقالت: أيّ ماء هذا؟ فقالوا: الحوْءب، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! إني لهِيَهْ، قد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ وعنده نساؤه: "ليتَ شِعْري أيَّتكنّ تنبحها كلاب الحَوْءب! ". فأرادت الرّجوعَ، فأتاها عبد الله بن الزّبير، فزعم: أنه قال: كَذَب من قال إنّ هذا الحوءب. ولم يزل حتى مضت، فقدِموا البصرة؛ وعليها عثمان بن حُنيف، فقال لهم عثمان: ما نقَمتم على صاحبكم؟ فقالوا: لم نرَه أوْلى بها منَّا، وقد صنع ما صنع، قال: فإنَّ الرجل أمّرني فأكتب إليه فأعلمه ما جئتم له، على أن أصلّيَ بالناس حتى يأتيَنا كتابُه، فوقفُوا عليه وكتب، فلم يلبث إلّا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزّابوقة عند مدينة الرّزق، فظهروا، وأخذوا عثمان فأرادوا قَتْله، ثم خشُوا غضب الأنصار، فنالوه في شعره وجسَده، فقام طلحةُ، والزّبير


(١) إسناده تالف فهو من طريق الهالك أبي مخنف، ولم ترد في رواية صحيحة أن أصحاب الجمل أمروا بقتل والي البصرة عثمان بن حنيف والرواية التي قبل هذه وهي تكملة (٩٥٢) من طريق شعيب عن سيف تذكر أنهم نتفوا شعر وجهه وأن عائشة أمرت بإطلاق سراحه (أن خلّوا سبيله فليذهب حيث شاء ولا تحبسوه) وإسناده ضعيف جدًّا فكلا الإسنادين كما ترى لا يمكن الاحتجاج بهما وعلى هذه الأخبار الواهية المختلفة اعتمد المستشرق الألماني المعروف (بروكلمان) في كتابه تأريخ الشعوب الإسلامية فقال عن أصحاب الجمل أنهم قتلوا والي البصرة وعلمًا بأن هاتين الروايتين على ضعفهما لم تذكر أنهم قتلوه بل عذبوه ثم أطلقوا سراحه ولا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>