للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطيبين فقالا: يا أهل البصرة! توبة بحوْبة، إنما أردنا أن يستعتب أميرُ المؤمنين عثمان ولم نرد قتله، فغلب سُفهاء الناس الحلماءَ حتى قتلوه، فقال الناس لطلحة: يا أبا محمد! قد كانت كُتبك تأتينا بغير هذا، فقال الزبير: فهل جاءكم مني كتاب في شأنه؟ ثمّ ذكر قتلَ عثمان رضي الله عنه وما أتى إليه، وأظهر عيب عليّ، فقام إليه رجلٌ من عبد القيس، فقال: أيّها الرجل، أنصت حتى نتكلّم، فقال عبد الله بن الزبير: ومَالَك وللكلام! فقال العبديّ: يا معشر المهاجرين! أنتم أوّل من أجاب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان لكم بذلك فضل، ثم دخل الناس في الإسلام كما دخلتم، فلما توفِّيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بايعتم رجلًا منكم، والله ما استأمرتمونا في شيء من ذلك فرضينا واتّبعناكم، فجعل الله عزّ وجلّ للمسلمين في إمارته بركة، ثمّ مات رضي الله عنه واستخلف عليكم رجلًا منكم، فلم تشاورونا في ذلك، فرضينا وسلّمنا، فلما توُفّيَ الأمير جعل الأمر إلى ستّة نفر، فاخترتمْ عثمان وبايعتموه عن غير مشورة منا، ثمّ أنكرتم من ذلك الرّجل شيئًا، فقتلتموه عن غير مشورة منا، ثمّ بايعتم عليًّا عن غير مشورة منا، فما الذي نقَمتم عليه فنقاتله؟ هل استأثر بفيء، أو عمل بغير الحقّ؟ أو عمل شيئًا تنكرونه فنكون معكم عليه! وإلّا فما هذا! فهمُّوا بقتل ذلك الرّجل، فقام من دونه عشيرتُه؛ فلما كان الغد وثبوا عليه وعلى مَن كان معه، فقتلوا سبعين رجلًا (١). (٤: ٤٦٩/ ٤٧٠).

٩٥٦ - حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا أبو الحسن عن عامر بن حفص، عن أشياخه، قال: ضَرب عنقَ حُكَيم بن جبلة رجل من الحُدّان يقال له: ضخَيم، فمال رأسهُ، فتعلّق بجلده، فصار وجههُ في قفاه، قال ابن المثنّى الحُدّاني: الذي قتل حُكَيْمًا يزيدُ بن الأسحم الحُدانيّ، وجُد حُكيَم قتيلًا بين يزيد بن الأسحم، وكعب بن الأسحم، وهما مقتولان (٢). (٤: ٤٧٤).

٩٥٧ - حدثني عمر، قال: حدثني أبو الحسن، قال: حدثنا أبو بكر


(١) إسناده مرسل ضعيف وفي متنه نكارة، ويونس بن يزيد كان من أصحاب الزهري فإنه يأتي أحيانًا بمناكير عن الزهري وهذه منها وعلى أية حال فالسند مرسل ومراسيل الزهري ضعيفة والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>