الهُذليّ، عن أبي المليح، قال: لما قتل حُكَيم بن جبلة؛ أرادوا أن يقتلوا عثمان بن حُنيف، فقال: ما شئتم، أمَا إن سهل بن حُنيف والٍ على المدينة، وإن قتلتموني انتصر، فخلّوْا سبيله، واختلفوا في الصّلاة، فأمّرت عائشة رضي الله عنها عبد الله بن الزبير فصلّى بالناس، وأراد الزّبير أن يعطيَ الناس أرزاقَهم ويقسم ما في بيت المال، فقال عبد الله ابنه: إن ارتزق الناس تفرّقوا. واصطلحوا على عبد الرحمن بن أبي بكر، فصيّروه على بيت المال (١). (٤: ٤٧٤).
٩٥٨ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ عن أبي بكر الهُذَليّ، عن الجارود بن أبي سَبْرة، قال: لمّا كانت الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حُنيف، وفي رَحَبَة مدينة الرّزق طعامٌ يرتزقه الناس، فأراد عبد الله أن يرزقه أصحابه وبلغ حُكَيم بن جبلة ما صنع بعثمان، فقال: لستُ أخاف الله إن لم أنصره، فجاء في جماعة من عبد القيس وبكر بن وائل وأكثرهم عبد القيس، فأتى ابن الزّبير مدينة الرزق، فقال: مَا لَك يا حُكيَم؟ قال: نريد أن نرتزق من هذا الطعام، وأن تخلّوا عثمان فيقيم في دار الإمارة على ما كتبتم بينكم حتى يقدَم عليّ، والله لو أجد أعوانًا عليكم أخبِطكم بهم ما رضيت بهذه منكم حتى أقتلَكم بمن قتلتم، ولقد أصبحتم وإنّ دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عزّ وجل! بم تستحلّون سَفْك الدّماء! قال: بدم عثمان بن عفان، قال: فالّذين قتلتموهم قتلوا عثمان! أما تخافون مقتَ الله؟ فقال له عبد الله بن الزبير: لا نرزقكم من هذا الطعام، ولا نخلّي سبيل عثمان بن حُنيف حتى يخلع عليًّا، قال حُكيم: اللهمّ إنك حكَم عَدْل فاشهد. وقال لأصحابه: إنّي لست في شكّ من قتال هؤلاء، فمن كان في شكّ فلينصرف، وقاتلَهَم فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وضرب رجل ساق حُكيَم، فأخذ حكيمٌ ساقَه، فرماه بها، فأصاب عنقه فصرعه، ووَقَذَه، ثم حبا إليه، فقتله، واتَّكأ عليه، فمرّ به رجلٌ فقال: من قتلك؟ قال: وسادتي، وقتل سبعون رجلًا من عبد القيس، قال الهذليّ: قال حكيم حين قطعت رجله:
أقولُ لَما جَدَّ بي زَماعي ... للرِّجْل يا رجلِيَ لن تراعي