للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهدناك بكلّ ما تحبّ، قال: جزاكم الله خيرًا! فقد أسلمتم طائعين، وقاتلتم المرتَدّين، ووافيتم بصدقاتكم المسلمين، فنهض سعيد بن عبيد الطائيّ، فقال: يا أمير المؤمنين! إنّ من الناس من يعبّر لسانه عما في قلبه، وإني والله ما كلّ ما أجد في قلبي يعبّر عنه لساني وسأجهد وبالله التوفيق، أمّا أنا فسأنصح لك في السرّ والعلانية، وأقاتل عدوك في كلّ موطن، وأرى لك من الحقّ ما لا أراه لأحَدٍ من أهل زمانك لفضلك، وقرَابَتِك، قال: رحمك الله! قد أدَّى لسانُك عما يجنُّ ضميرك، فقُتِل معه بصفِّين رحمه الله (١). (٤: ٤٧٨).

٩٦٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: لما قدم عليَّ الرَّبَذَة؛ أقام بها، وسرّح منها إلى الكوفة محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر؛ وكتب إليهم: إني اخترتكم على الأمصار، وفزعت إليكم لما حدث، فكونوا لدين الله أعوانًا وأنصارًا، وأَيِّدونا وانهضوا إلينا فالإصلاح ما نُريد، لتعود الأمة إخوانًا، ومن أحبَّ ذلك، وآثره؛ فقد أحبَّ الحقّ وآثره، ومن أبغض ذلك؛ فقد أبغض الحقّ، وغمصه.

فمضى الرَّجلان، وبقي عليّ بالرَّبَذة يتهيّأ، وأرسل إلى المدينة، فلحقه ما أراد من دابّة وسلاح، وأمِر أمرُه وقام في الناس فخطبهم؛ وقال: إنّ الله عزَ وجل أعزَّنَا بالإسلام، ورفَعَنا به، وجعلنا به إخوانًا بعد ذلَّة، وقلَّة، وتباغُضٍ، وتباعد؛ فجرى الناس على ذلك ما شاء الله، الإسلام دينهم، والحقّ فيهم، والكتاب إمامهم، حتى أصيب هذا الرّجل بأيدي هؤلاء القوم الذّين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الأمة، ألا إنَّ هذه الأمَّة لابُدَّ مفترقة كما افترقت الأمم قبلهم، فنعوذ بالله من شرّ ما هو كائن، ثمّ عاد ثانية، فقال: إنه لابدَّ مما هو كائن أن يكون، ألا وإن هذه الأمة ستَفْتَرِقُ على ثلاث وسبعين فرقة، شرّها فرقة تنتحلني ولا تعمل بعَمَلِي، فقد أدركتم، ورأيتم فالزموا دينكم، واهدوا بهدي نبيّكم - صلى الله عليه وسلم -، واتَّبعوا سنته، واعرضوا ما أشكل عليكم على القرآن، فما عرفه القرآن؛ فالزموه وما أنكره؛ فردّوه، وارضُوا بالله جلَّ وعزَّ ربًّا، وبالإسلام دينًا؛ وبمحمّد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وبالقرآن حكمًا وإمامًا (٢). (٤: ٤٧٨/ ٤٧٩).


(١) إسناده ضعيف جدًّا فهو من طريق أبي مخنف ولم نجد له شاهدًا أو متابعًا والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف، أما ما جاء مرفوعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد صح ولكن ليس باللفظ الذي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>