للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٦٨ - كَتَب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: لما أراد عليّ الخروجَ من الرَّبَذَة إلى البصرة قام إليه ابنٌ لرفاعة بن رافعٍ، قال: يا أمير المؤمنين! أيّ شيء تريد؟ وإلى أين تذهب بنا؟ فقال: أمَّا الذي نريد وننوي فالإصلاح؛ إن قبلوا منّا وأجابونا إليه، قال: فإن لم يجيبوا إليه؟ قال ندَعُهم بعذرهم ونعطيهم الحقّ ونصبر؛ قال: فإن لم يرضَوْا؟ قال: ندَعهم ما تركونا، قال: فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم، قال: فنعم إذًا، وقام الحجاج بن غزّية الأنصاريّ قال: لأرضينّك بالفعل كما أرضيتني بالقول. وقال:

دَرَاكها دَراكِها قَبْلَ الفوْت ... وانفِرْ بنا واسْمُ بنا نحْوَ الصَّوْت

لا وَألَتْ نَفْسيَ إنْ هِبْتُ الموْت

والله لأنصرنّ الله عز وجلّ كما سمّانا أنصارًا، فخرج أمير المؤمنين؛ وعلى مقدمته أبو ليلى بن عمر بن الجرّاح، والرّاية مع محمّد بن الحنفيّة، وعلى الميمنة عبد الله بن عباس، وعلى الميسرة عمر بن أبي سلمة، أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد، وخرَجَ عليّ، وهو في سبعمئة وستين؛ وراجزُ عليّ يرجز به:

سيروا أبابيلَ وحُثُّوا السَّيْرَا ... إذْ عَزَمَ السَّيْرَ وقولوا خَيْرا

حتَّى يُلاقوا وتُلاقوا خيْرا ... نغزو بها طَلْحَةَ والزُّبَيرا

وهو أمام أميرِ المؤمنين، وأميرُ المؤمنين عليّ على ناقة له حمراء يقود فرسًا كُميتًا. فتلقّاهم بفيْدَ غلامٌ من بني سعد بن ثعلبة بن عامر يدعى مُرّة، فقال: من هؤلاء؟ فقيل: أمير المؤمنين، فقال: سفرة فانية فيها دماء من نفوس فانية، فسمعها عليّ فدعاه، فقال: ما اسمك؟ قال: مُرَّة، قال: أمَرَّ الله عيْشك، كاهن سائر اليوم؟ قال: بل عائف؛ فلما نزل بفيد أتته أسد، وطيِّئ، فعرضوا عليه أنفسهم، فقال: الزموا قراركم, في المهاجرين كفاية. وقدِم رجلٌ من أهل الكوفة فيْد قبل خروج عليّ، فقال: مَن الرجل؟ قال: عامر بن مطر، قال: الليثيّ؟ قال: الشيبانيّ. قال: أخبرني عما وراءك، قال: فأخبره حتى سأله عن


= هذه الرواية فلقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - قوله: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) وصححه الحاكم على شرط مسلم (المستدرك ١/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>