للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي موسى، فقال: إن أردت الصّلح فأبو موسى صاحبُ ذلك. وإن أردت القتال فأبو موسى ليس بصاحب ذلك، قال: والله ما أريدُ إلا الإصلاح حتى يردَّ علينا، قال: قد أخبرتك الخبر، وسكت، وسكت عليّ (١). (٤: ٤٧٩/ ٤٨٠).

٩٦٩ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن عن أبي محمد، عن عبد الله بن عمير، عن محمد بن الحنفيّة، قال: قدِم عُثمان بن حُنيف على عليّ بالرَّبَذَة وقد نتفوا شعر رأسه ولحيته وحاجبيه، فقال: يا أميرَ المؤمنين! بعثتَني ذا لحية وجئتك أمرَد، قال: أصبت أجرًا وخيرًا، إنَّ الناس ولِيَهم قبلي رجلان، فعمِلا بالكتاب، ثمّ وليهم ثالث، فقالوا وفعلوا، ثم بايعوني، وبايعني طلحةُ والزّبير، ثمّ نكثَا بيعتي، وألَّبا الناس عليَّ، ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما عليّ، والله إنهما ليعلمان أنى لستُ بدون رجل ممن قد مضى، اللهم فاحلل ما عقدا، ولا تبرم ما قد أحكما في أنفسهما وأرِهما المساءة فيما قد عملا (٢). (٤: ٤٨٠).

٩٧٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: ولمَّا نزل على الثعلبيَّة؛ أتاه الّذي لقي عثمان بن حُنَيف وحرسُه، فقام وأخبر القوم الخبر، وقال: اللهمّ عافني مما ابتليتَ به طلحة والزبير من قَتْل المسلمين، وسلّمنا منهم أجمعين. ولما انتهى إلى الإساد أتاه ما لقي حُكيمُ بن جَبَلة وقتلةُ عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال: الله أكبر، ما ينجيني من طلحة والزّبير إذ أصابا ثأرهما أو ينجيهما! وقرأ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}. وقال:

دَعَا حُكَيْمٌ دَعوَةَ الزِّماع ... حَلَّ بها مَنزلَةَ النِّزاع

ولما انتهوْا إلى ذي قار؛ انتهى إليه فيها عثمان بن حُنَيف، وليس في وجهه شعر، فلما رآه عليّ نظر إلى أصحابه، فقال: انطلق هذا من عندنا وهو شيخ، فرجع إلينا وهو شابّ. فلم يزل بذي قار يتلوّم محمدًا، ومحمدًا، وأتاه الخبر بما


(١) إسناده ضعيف.
(٢) في إسناده عبد الله بن عمير أخو عبد الملك مجهول، ولم نعرف من هو أبو محمد، وفي متنه نكارة، وقول علي هنا يخالف تمامًا ما ورد عنه في الروايات الصحيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>