للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلمتَ أنها تحملها فتيةٌ أنجاد. قال: إني قد حلفتُ ألّا أقاتله، وأحفَظَه ما قال له، فقال: كفِّر عن يمينك، وقاتلْه، فدعا بغلام له يقال له مكحول، فأعتقه، فقال عبد الرحمن بن سليمان التيميّ:

لم أرَ كاليَومِ أخا إخوانِ ... أعْجَبُ مِنْ مُكَفِّرِ الأيمانِ

بالعِتقِ في مَعْصِيَة الرَّحْمن

وقال رجل من شعرائهم:

يُعْتِقُ مَكْحولًا لصَونِ دينِهْ ... كفَارةً لله عن يَمينهْ

والنَّكثُ قد لاحَ على جَبِينهْ (١)

(٤: ٥٠١/ ٥٠٢).

٩٨٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الضُّرَيس البَجَليّ، عن ابن يعمَر، قال: لما رجع الأحنف بنُ قيس من عند عليّ لقيه هلالُ بن وكيع بن مالك بن عمرو، فقال: ما رأيك؟ قال! الاعتزال، فما رأيُك؟ قال: مكانفة أمّ المؤمنين، أفتدَعنا وأنت سيّدنا! قال: إنما أكون سيِّدكم غدًا إذا قتِلت وبقيتُ؛ فقال هلال: هذا وأنت شيخُنا! فقال: أنا الشيخ المعْصِيّ، وأنت الشابّ المطاع، فاتّبعتْ بنو سعد الأحنف، فاعتزل بهم إلى وادي السباع؛ واتَّبعت بنو حنظلة هلالًا، وتابعت بنو عمرو أبا الجرباء، فقاتلوا (٢). (٤: ٥٠٤).

٩٨٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، عن أبي عثمان، قال: لما أقبل الأحنف نادى. يا لأدّ! اعتزلوا هذا الأمر، وولُّوا هذين الفريقين كَيْسَه وعَجْزَه، فقام المنجاب بن راشد فقال: يالَ الرّباب! لا تعتزلوا، واشهدوا هذا الأمرَ، وتولوا كَيْسَه، ففارقوا، فلما قال: يَال تميم! اعتزلوا هذا الأمر، وولوا هذين الفريقين كيسَه وعجْزه! قام أبو الجرباء -وهو من بني عثمان بن مالك بن عمرو بن تميم- فقال: يالَ عمرو! لا تعتزِلوا هذا الأمر، وتولَّوا كيسَه، فكان أبو الجرباء على بني عمرو بن تميم، والمنجاب بن راشد على بني ضبَّة، فلما قال: يالَ زيد مَناة! اعتزلوا هذا الأمر، وولُّوا هذين الفريقين كيْسَه


(١) في إسناده الهذلي متروك.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>