للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية سواء، ليس إلى واحد منكما بأدنى منه إلى الآخر، فقال عليّ: فإنّي أجعل الأشتر (١). (٥: ٤٩/ ٥٠/ ٥١).

١١٣٣ - قال أبو مخنف: حدّثني أبو جناب الكلبيّ: أن الأشعث قال: وهل سَعّر الأرضَ غيرُ الأشتر (٢)؟ ! (٥: ٥١).

١١٣٤ - قال أبو مخنف: عن عبد الرحمن بن جُندَب، عن أبيه: أنّ الأشعث قال: وهل نحن إلا في حكم الأشتر! قال عليّ: وما حُكمه؛ قال: حكمه أن يَضرِب بعضُنا بعضًا بالسيوف حتى يكون ما أردتَ وما أراد؛ قال: فقد أبَيتم إلا أبا موسى! قالوا. نعم. قال: فاصنعوا ما أردتم! فبعثوا إليه وقد اعتزل القتال، وهو بعُرْضٍ، فأتاه مولى له؛ فقال: إن الناس قد اصطلحوا؛ فقال: الحمد لله ربّ العالمين! قال: قد جعلوك حَكَمًا؟ قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! وجاء أبو موسى حتى دخل العسكر، وجاء الأشتر حتى أتى عليًّا فقال: ألِزّني بعمرو بن العاص، فوالله الذي لا إله إلا هو، لئن ملأث عيني منه لأقتلنّه؛ وجاء الأحنف فقال: يا أميرَ المؤمنين! إنك قد رُميتَ بحجر الأرض، وبمَنْ حارب اللهَ ورسوله أنْفَ الإسلام، وإنّي قد عجمتُ هذا الرجلَ وحلبتُ أشطُرَه فوجدتُه كَلِيلَ الشَّفرة، قريبَ القعر، وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلّا رجل يدنو منهم حتى يصير في أكفّهم، ويبعد حتى يصير بمنزلة النجم منهم، فإن أبيتَ أن تجعلَني حَكَمًا، فاجعلني ثانيًا أو ثالثًا، فإنه لن يعقد عقدةً إلا حللتُها، ولن يحلّ عقدة أعقدها إلا عقدت لك أخرى أحكَم منها، فأبى الناسُ إلا أبا موسى والرِّضا بالكتاب؛ فقال الأحنف: فإنْ أبيتم إلا أبا موسى فأدفئِوا ظهرَه بالرجال. فكتبوا: بسم الله الرحمن الرّحيم؛ هذا ما تَقاضى عليه عليٌّ أميرُ المؤمنين ... فقال عمرو: اكتب اسمه واسم أبيه، هو أميرُكم فأما أميرُنا فلا، وقال له الأحنف: لا تمح اسم "إمارة المؤمنين"، فإني أتخوّف إنْ محوتَها ألّا ترجع إليك أبدًا، لا تَمحُها وإن قتل الناسُ بعضهم بعضًا؛ فأبى ذلك عليّ مليًّا من النهار، ثم إنّ الأشعث بنَ قيس قال: امحُ هذا الاسم برحه الله! فمُحِيَ وقال على: الله أكبر، سنّة بسنّة، ومثَل


(١) إسناده تالف، وإكراه علي رضي الله عنه على الحكومة غير صحيح كما سنذكر في الخاتمة وكلها بأسانيد ضعيفة جدًّا، وكذلك رفع المصاحف على الرماح لا يصح.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>