للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره. ثم قال للأوْدِيّين: أيستغني عن شفاعتكم! خَلُّوا سبيله (١). (٥: ٥٥/ ٥٦).

١١٣٩ - قال أبو مخنف: حدّثني نُمَير بن وَعْلَة الهمْدانيّ عن الشعبيّ: أدن أسارى كان أصرهم عليٌّ يومَ صِفّين كثير، فخلّى سبيلهم، فأتوا معاوية، وإنّ عمرًا ليقول - وقد أسر أيضًا أسارى كثيرة ت اقتلهم، فما شعروا إلا بأسَرائهم قد خُلِّيَ سبيلهم، فقال معاوية: يا عمرو! لو أطعناك في هؤلاء الأسرى: وقعْنا في قبيح من الأمر؛ ألا ترى قد خُلِّي سبيل أسارانا! وأمر بتخلية سبيل من في يديه من الأسارى (٢). (٥: ٥٦).

١١٤٠ - قال أبو مخنف: حدّثني إسماعيل بن يزيد عن حُميد بن مسلم، عن جندب بن عبد الله: أن عليًّا قال للناس يومَ صِفِّين؛ لقد فعلتم فَعلةً ضَعضعتْ قوّة، وأسقطتْ مُنّة، وأوهنت وأورثت وَهْنًا وذلّة، ولمّا كنتم الأعْلَيْن، وخاف عدوّكم الاجتياح، واستحرّ بهم القتل ووجدوا ألم الجراح؛ رفعوا المصاحف، ودَعوْكم إلى ما فيها ليفثَؤوكم عنهم، ويقطعوا الحرب فيما بينكم وبينهم، ويتربّصوا بكم ريبَ المنون خديعة ومكيدة، فأعطيتموهم ما سألوا، وأبيتم إلا أن تُدْهِنوا وتجوّزوا! وايم اللهِ ما أظنكم بعدها توافقون رَشَدًا! ولا تصيبون بابَ حزم. (٣) (٥٦٠٥)

قال أبو جعفر: فكُتب كتاب القضيّة بين عليّ ومعاوية - فيما قيل - يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة سبع وثلاثين من الهجرة، على أن يوافي عليّ ومعاوية موضع الحكمين بدُومة الجندل في شهر رمضان، مع كلّ واحد منهما أربعمئة من أصحابه وأتباعه.

١١٤١ - فحدّثني عبد الله بن أحمد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سليمان بن يونس بن يزيدَ، عن الزّهريّ، قال: قال صعصعة بن صُوحان يومَ صفِّين حين رأى الناس يتبارون: ألا اسمعوا واعقلوا، تعلمُنّ واللهِ لئن ظهر عليّ؛


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.
(٣) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>