للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطيتَه عليَّ بنَ أبي طالب. وأما قولك: إنّ معاوية وليّ دم عثمان فولّه هذا الأمر، فإني لم أكن لأولِّيَه معاوية وأدَعَ المهاجرين الأوّلين، وأما تعريضُك لي بالسلطان، فوالله لو خرج لي من سلطانه كلِّه ما وتَيتُه، وما كنت لأرتشيَ في حكم الله عزّ وجل، ولكنك إن شئت أحيينا اسم عمر بن الخطَّاب (١). (٥: ٦٨/ ٦٧).

١١٥١ - قال أبو مِخْنَف: حدّثني أبو جَناب الكلبيّ، أنه كان يقول: قال أبو موسى: أما والله لئن استطعتُ لأحيينّ اسمَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقال له عمرو: إن كنت تحبّ بَيعة ابن عمر فما يمنعك من ابني وأنت تعرف فضلَه وصلاحَه! فقال: إنّ ابنك رجل صِدْق، ولكنّك قد غمستَه في هذه الفتنة (٢). (٥: ٦٨).

١١٥٢ - قال أبو مخنف: حدّثني محمد بن إسحاق، عن نافع مولى ابن عمر، قال: قال عمرو بن العاص: إنّ هذا الأمر لا يُصلحه إلّا رجل له ضِرْس يأكل ويطعم، وكانت في ابن عمرَ غفلة، فقال له عبد الله بن الزبير: افطن، فانتبه، فقال عبد الله بن عمر: لا والله لا أرشو عليها شيئًا أبدًا، وقال: يا بن العاص، إنّ العرب أسندتْ إليك أمرَها بعدما تقارعتْ بالسيوف، وتناجزتْ بالرّماح، فلا تُردَّنّهم في فتنة (٣). (٥: ٦٩).

١١٥٣ - قال أبو مخنف: حدّثني النّضر بن صالح العبسيّ، قال: كنت مع شريح بن هانئ في غزوة سِجِسْتان، فحدّثني: أن عليًّا أوصاه بكلمات إلى عَمرو بن العاص، قال: قل له إذا أنت لقيتَه: إنّ عليًّا يقول لك: إنّ أفضلَ الناس عند الله عزّ وجلّ من كان العمل بالحقّ أحبّ إليه - وإن نقصَه وكرهه - من الباطل وإن حنّ إليه وزاده. يا عمرو! والله إنك لتعلم أينَ موضع الحقّ، فلم تَجاهل؟ إن أوتيت طمعًا يسيرًا؛ كنتَ به لله وأوليائه عدوًّا، فكأن والله ما أوتيتَ قد زال عنك؛ وَيْحك! فلا تكن للخائنين خصيمًا، ولا للظالمين ظهيرًا، أمَا إني أعلم بيومك الذي أنت فيه نادم، وهو يوم وَفاتك، تَمنَّى أنك لم تُظهِرْ لمسلم عداوةً،


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.
(٣) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>