للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبهان. فقالوا: يا يزيد بن قيس! لا حُكْمَ إلّا لله، وإن كرهتْ أصبهان! فناداهم عباس بن شريك وقَبيصة بن ضبَيعة العبسيّان: يا أعداء الله! أليس فيكم شُرَيح بن أوفى المسرِف على نفسه؟ هل أنتم إلا أشباهه؟ ! قالوا: وما حجّتكم على رجل كانت فيه فتنة، وفينا توبة! ثمّ تنادَوا: الرّواحَ الرّواحَ إلى الجنّة! فشَدّوا على الناس والخيل أمام الرجال، فلم تثبت خيل المسلمين لشدّتهم، وافترقتْ الخيل فرقتين: فِرقة نحو الميمنة، وأخرى نحو الميسرة، وأقبلوا نحو الرجال، فاستقبلتْ المرامية وجوهَهم بالنّبْل، وعطفتْ عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرّجال بالرّماح والسيوف، فوالله ما لَبَّثوهم أن أناموهم، ثم إنّ حمزة بن سنان صاحبَ خيلهم لما رأى الهلاك نادى أصحابه أن انزِلوا، فذهبوا لينزِلوا فلم يتقارّوا حتى حمل عليهم الأسود بن قيس المراديّ، وجاءتهم الخيل من نحو عليّ، فأهمِدوا في الساعة (١). (٥: ٨٤/ ٨٥/ ٨٦).

١١٦٥ - قال أبو مخنف: فحدّثني عبد الملك بن مسلم بن سلام بن ثُمامة الحنفيّ عن حكيم بن سعد، قال: ما هو إلّا أنْ لقينا أهلَ البصرة، فما لبّثناهم، فكأنما قيل لهم: موتوا؛ فماتوا قبل أن تشتدّ شوكتهم، وتعظمَ نكايتُهم (٢). (٥: ٨٧).

١١٦٦ - قال أبو مخنف: فحدّثني أبو جَناب: أنّ أبا أيّوب أتى عليًّا، فقال: يا أمير المؤمنين! قتلتُ زيدَ بن حُصين، قال: فما قلتَ له وما قال لك؟ قال: طعنتُه بالرّمح في صدره حتى نجمَ من ظهره، قال: وقلتُ له: أبشر يا عدوّ الله بالنار! قال: ستعلم أيُّنا أولَى بِها صِليًّا. فسكت عليٌّ عليها (٣). (٥: ٨٧).

١١٦٧ - قال أبو مِخنف، عن أبي جَناب: إنْ عليًّا قال له: هو أوْلى لها صِليًّا، قال: وجاء عائذ بن حملة التميميّ، فقال: يا أميرَ المؤمنين! قتلتُ كلابًا، قال: أحسنت! أنت محِقّ قتلتَ مُبطِلًا. وجاء هانئ بن خطاب الأرْحَبيّ، وزياد بن خَصَفة يحتجّان في قتل عبد الله بن وهب الراسبيّ، فقال لهما: كيف صنعتما؟ فقالا: يا أمير المؤمنين! لما رأيناه عرفناه، وابتدرناه فطعنّاه برمْحَيْنا،


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.
(٣) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>