للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عليّ: لا تختلفا، كلاكُما قاتِل. وشدّ جيش بن ربيعة أبو المعتمر الكنانيّ على حُرقوص بن زهير فقَتلَه، وشدّ عبد الله بن زَحْر الخَوْلانيّ على عبد الله بن شَجرَة السُلمِيّ فقتله، ووقع شريحٍ بن أوفَى إلى جانب جدار، فقاتل على ثُلْمة فيه طويلًا من نَهار، وكان قَتَل ثلاثةً من هَمْدان، فأخذ يرتجِز ويقول:

قد عَلِمَتْ جارِيَةٌ عَبْسِيَّهْ ... ناعِمَةٌ في أَهَلِها مَكْفِيَّهْ

أَنِّي سَأَحْمي ثُلْمَتِي العَشِيَّهْ

فشدّ عليه قيسُ بن معاوية الدُّهنِيّ، فقطع رجلَه، فجعل يقاتلهم، ويقول:

* القَرْمُ يحْمي شَوْلهُ مَعْقولَا *

ثم شدّ عليه قيس بن معاوية فقتله، فقال الناس:

اقتَتَلَتْ هَمْدانُ يَوْمًا ورَجُلْ ... اقتَتَلوا مِنْ غُدْوة حتى الأصُلْ

* فَفتحَ الله لَهمْدانَ الرَّجُلْ *

وقال شُريح:

أَضْربُهُمْ وَلوْ أَرَى أَبا حَسَنْ ... ضَرَبْتُهُ بالسيفِ حتى يَطْمَئنّ

وقال:

أَضرِبُهُمْ ولو أَرَى عَليًّا ... أَلْبَسْتُهُ أَبْيَضَ مَشْرَفيَّا (١)

(٥: ٨٧/ ٨٨).

١١٦٨ - قال أبو مخنف: حدّثني عبد الملك بن أبي حرّة: أنّ عليًّا خرج في طلب ذي الثُّدَيّة ومعه سليمان بن ثُمامة الحنفيّ أبو جَبْرة، والرّيان بن صبرة بن هَوْذة، فوجده الرّيان بن صبرة بن هَوْذة في حُفرة على شاطئ النهر في أربعين أو خمسين قتيلًا، قال: فلما استُخرِج نظر إلى عَضُدِه، فإذا لحم مجتمع على منكبِه كثَدْي المرأة، له حَلَمة عليها شَعَرات سُود، فإذا مُدّت امتدّت حتى تحاذى طول يده الأخرى، ثم تُترك فتعود إلى منكبه كثدي المرأة، فلما استُخرج قال عليّ: الله أكبر! والله ما كذَبتُ، ولا كُذِبت، أما والله لولا أن تنكلوا عن العمل، لأخبرتُكم بما قضى الله على لسان نبيّه - صلى الله عليه وسلم - لمن قاتلهم مستبصرًا في قتالهم، عارفًا للحقّ الذي نحن عليه. قال: ثم مرَّ وهم صرعَى فقال: بؤسًا لكم! لقد ضرّكم مَن


(١) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>