للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكُوفة منهم يزيد بن المغفّل الأزديّ، وكتب إلى ابن عباس:

أما بعد، فابعث رجلًا من قِبَلك صليبًا شجاعًا معروفًا بالصّلاح في ألفي رجل، فليتبع معقِلًا، فإذا مرّ ببلاد البصرة فهو أمير أصحابه حتى يلقى معقِلًا، فإذا لقي معقلًا فمعقلٌ أميرُ الفريقين، وليسمع من معقل وليُطِعه، ولا يخالفه، ومُر زيادَ بن خَصَفة فليُقبل، فنعم المرءُ زياد، ونعم القبيل قبيله (١)! (٥: ١١٧/ ١١٨/ ١١٩/ ١٢٠/ ١٢١).

١١٨٧ - قال أبو مخنف: وحدّثني أبو الصَّلت الأعور عن أبي سعيد العُقيليّ، قال: كتب عليّ إلى زياد بن خَصَفة:

أما بعد: فقد بلغني كتابك، وفهمتُ ما ذكرت من أمر الناجيّ وإخوانه الذين طبع الله على قلوبهم، وزيَّن لهم الشيطانُ أعمالَهم فهم يعمَهون، وَيحسبون أنهم يُحسنون صُنْعًا، ووصفتَ ما بلغ بك وبهم الأمر، فأمّا أنت وأصحابك فللَّه سعيُكم، وعلى الله تعالى جَزاؤكم! فأبشر بثواب الله خيرٌ من الدنيا التي يقتل الجهّال أنفسَهم عليها، فإنّ {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٦]. وأما عدوّكم الذين لقيِتموهم فحسْبهم بخروجهم من الهدى إلى الضّلال، وارتكابهم فيه، وردّهم الحق، ولجاجهم في الفتنة، {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: ١١٢]، ودَعْهم في طغيانهم يَعمَهون، فتسمّع وتبصّر، كأنك بهم عن قليل بين أسير وقتيل. أقبِل إلينا أنت وأصحابك مأجورين، فقد أطعتم وسمعتم، وأحسنتم البلاء؛ والسلام.

ونزل الناجيّ جانبًا من الأهواز، واجتمع إليه عُلوجٌ من أهلها كثير أرادوا كسر الخَراج، ولصوصٌ كثيرة، وطائفة أخرى من العرب تَرَى رأيَه (٢). (٥: ١٢١/ ١٢٢).

١١٨٨ - حدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثنا أبو الحسن عن عليِّ بن مجاهد، قال: قال الشعبيّ: لما قتل عليٌّ عليه السلام أهلَ النّهروان، خالَفَه قوم كثير،


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>