للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتقضت عليه أطرافه، وخالَفَه بنو ناجية، وقدم ابن الحضرميّ البصرة، وانتقض أهلُ الأهواز، وطَمِع أهلُ الخراج في كسرِه، ثم أخرجوا سهل بن حُنَيف من فارس، وكان عامل عليٍّ عليها، فقال ابن عبّاس لعلي: أكفيك فارسَ بزياد، فأمره عليٌّ أن يوجّهه إليها، فقدِم ابن عباس البَصرةَ، ووجّهه إلى فارسَ في جمع كثير، فوطئ بهم أهل فارس، فأدَّوا الخراج (١). (٥: ١٢٢).

١١٨٩ - فحدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن عبد الملك بن سعيد بن حاب، عن الحرّ، عن عمار الدّهنيّ، قال: حدّثني أَبو الطُّفَيل، قال: كنت في الجيش الذي بعثهم عليّ بن أبي طالب إلى بني نَاجِية، فقال: فانتهينا إليهم، فوجدناهم على ثلاثِ فِرَق، فقال أميرنا لفرقة منهم: ما أنتم؟ قالوا: نحن قومٌ نصارى، لم نر دينًا أفضلَ من ديننا، فثبتْنا عليه، فقال لهم: اعتزِلوا، وقال للفرقة الأخرى: ما أنتم؟ قالوا: نحن كنّا نصارى، فأسلَمْنا، فثبتْنا على إسلامنا، فقال لهم: اعتزِلوا؛ ثم قال للفرقة الأخرى الثالثة: ما أنتم؟ قالوا: نحن قومٌ كنّا نصارى، فأسلمنَا، فلم نَرَ دينًا هو أفضلُ من ديننا الأوّل؛ فقال لهم: أسلِموا. فأبَوا؛ فقال لأصحابه: إذا مسحتُ رأسي ثلاثَ مرّات؛ فشدّوا عليهم، فاقتلوا المُقاتِلة، واسبُوا الذّرّية، فجيء بالذرّية إلى عليّ، فجاء مَصقَلة بن هُبيرة، فاشتراهم بمئتي ألف، فجاء بمئةِ ألف فلم يقبلها عليّ، فانطلق بالدراهم، وعمَد إليهم مصقلة فاعتقَهم ولحق بمعاوية، فقيل لعليّ: ألا تأخذ الذرّية؟ فقال: لا، فلم يَعرِض لهم (٢). (٥: ١٢٥/ ١٢٦).

١١٩٠ - قال أبو مخنف: وحدّثني الحارث بن كعب عن أبي الصّديق النّاجيّ: أن الخِرّيت يومئذ كان يقول لقومه: امنعوا حريمَكم، وقاتِلوا عن نسائكم وأولادكم، فوالله لئن ظهروا عليكم؛ ليقتلُنّكم، وليسبُنّكم.

فقال له رجل من قومه: هذا والله ما جَنتْه علينا يَداك ولسانُك، فقال: قاتِلوا


(١) إسناده مرسل.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>