للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِوَجههم الذي أخذوا فيه، فاتبعهم حتى نزل بهم سابَاط (١). (٥: ٢٠٢/ ٢٠٣).

قال أبو مخنف: حدّثني عبدالرحمن بن جندب عن عبدالله بن عُقْبة الغَنَوي، قال: لمّا نزل بنا أبو الروّاغ دعا المستورِد أصحابَه، فقال: إنّ هؤلاء الذين نزلوا بكم مع أبي الروّاغ هم حُرّ أصحاب معقل، ولا والله ما قَدِم إليك إلا حُماتُه وفُرسانُه، والله لو أعلم أني إذا بادرت أصحابه هؤلاء إليه أدركته قبل أن يفارِقوه بساعة لبادرتهم إليه، فليخرج منكم خارج فيسأل عن معقل أين هو؟ وأين بلغ؟ قال: فخرجتُ أنا فاستقبلت عُلُوجًا أقبَلوا من المدائن، فقلت لهم: ما بلغكم عن معقِل بن قيس؟ قالوا: جاء فَيْج لسماك بن عبيد من قبَله كان سرّحه ليستقبلَ معقلًا فينظر أين انتهى؟ وأين يريد أن ينزل؟ فجاءه فقال: تركته نزل ديلمايا - وهي قرية من قرى إسْتان بَهُرَسير إلى جانب دِجْلة، كانت لقُدامة بن العجلان الأزديّ - قال له: كم بيننا وبينهم من هذا المكان؟ قالوا: ثلاثة فراسخ، أو نحو ذلك.

قال: فرجعتُ إلى صاحبي فأخبرتُه الخبر، فقال لأصحابه: اركبوا، فرَكِبوا، فأقبل حتى انتهى بهم إلى جسر سابَاط، وهو جسر نهرِ الملك، وهو من جانبه الذي يلي الكوفة - وأبو الروّاغ وأصحابه مما يلي المدائن. قال: فجئْنا حتى وقفْنا على الجسر، قال: ثم قال لنا: لتنزل طائفةٌ منكم: قال: فنزل منا نحوٌ من خمسين رجلًا، فقال: اقطَعوا هذا الجسر، فنزَلْنا فقطعناه، قال: فلما رأوْنا وُقوفًا على الخيل ظنّوا أنا نريد أن نعبرُ إليهم؛ قال: فصفّوا لنا، وتعبّوْا، واشتغلوا بذلك عنا في قَطْعنا الجسر، ثمّ إنا أخَذْنا من أهل ساباطَ دليلًا فقلنا له: احضُر بين أيدينا حتى ننتهي إلى ديلمايا، فخرج بين أيدينا يسعى، وخرجنا تلمع بنا خيلُنا، فكان الخَبَب والوَجيف، فما كان إلا ساعة حتى أطللْنا على معقل وأصحابه وهم يتحمّلون، فما هو إلا أن بَصُر بنا وقد تفرّق أصحابُه عنه، ومقدمته ليست عنده، وأصحابه قد استقَدم طائفةً منهم، وطائفة تَزحَل، وهم غارّون لا يَشعرُون، فلما رآنا نَصَب رايَتَه، ونزل ونادى: يا عباد الله! الأرضَ الأرضَ! فنزل معه نحو من مئتي رجل؛ قال: فأخَذنا نحمل عليهم فيَستقبلونا


(١) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>