للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ولدَتْ بعدَ النبيِّ وآلِهِ ... كمِثْلي حَصانٌ في الرجالِ يقارِبهْ

أبي غالبٌ والمرءُ ناجيةُ الَّذي ... إلى صعصعٍ يُنمَى فمن ذا يناسبه!

وبيْتي إلى جنب الثرَيّا فِناؤه ... ومن دونِه البدْرُ المضِيءُ كواكبُه

أنا ابنُ الجبال الصُّمِّ في عدَدِ الحَصَى ... وعرْقُ الثَّرَى عِرقي، فمن ذا يُحاسبه!

أَنا ابنُ الَّذي أحيا الوئيدَ وضامِنٌ ... على الدهرِ إذْ عزَّتْ لِدهرٍ مكاسبُهْ

وكم من أَبٍ لي يا معاوِيَ لم يَزَل ... أغَرَّ يباري الريح ما أزْوَرَّ جانبُهْ

نمتْهُ فروعُ المالكيْنِ ولم يكُن ... أبوك الذي من عبدِ شمسٍ يقاربُهْ

ترهُ كنَصْلِ السَّيف يهتَزُّ للندى ... كرِيمًا يُلافى المجدَ ما طَرَّ شاربه

طويل نِجاد السيف مذ كان لم يكنْ ... قصيٌّ وعبدُ الشمس ممَّنْ يخاطبُهْ

فردّ ثلاثين ألفًا على أهله، وكانت أيضًا قد أغضبت زيادًا عليه، قال: فلما استعدتْ عليه نهشل، وفُقَيم ازدادَ عليه غضبًا، فطلبه فهرب، فأتى عيسى بنَ خُصَيلة بن معتّب بن نصر بن خالد البَهْزيّ، ثم أحد بني سُليم، والحجّاج بن عِلاط بن خالد السَّلَميّ (١). (٥: ٢٤١/ ٢٤٣/٢٤٢/ ٢٤٤).

قال ابن سعد: قال أبو عبيدةَ: فحدّثني أبو موسى الفضل بن موسى بن خُصَيلة، قال: لما طرد زياد الفرزدقَ جاء إلى عمِّي عيسى بن خُصَيلة ليلًا فقال: يا أبا خُصَيلة! إنّ هذا الرجل قد أخافني، وإنّ صديقي وجميع من كنت أرجو قد لفظونِي، وإني قد أتيتك لتغيِّبَني عندك؛ قال: مَرْحبًا بك! فكان عنده ثلاثَ ليالٍ، ثم قال: إنه قد بدا لي أن ألحق بالشام، فقال: ما أحببتَ! إنْ أقمتَ معي ففي الرّحب والسعة؛ وإن شَخَصتَ فهذه ناقة أرحبيّة أمتِّعُك بها، قال: فركب بعدَ ليل، وبعث عيسى معه حتى جاوز البيوت، فأصبح وقد جاوز مسيرة ثلاث ليالٍ، فقال الفرزدق في ذلك:

حَباني بها البَهزيُّ حُمْلان مَنْ أبى ... من الناس والجانِيُّ تُخافُ جرائمهْ

ومنْ كان يا عيسى يونّبُ ضيْفهُ ... فضَيْفُكَ محْبُورٌ هنيٌّ مطاعِمُهْ

وقال تعلَّمْ أنَّها أَرْحَبِيّةٌ ... وأَنَّ لها الليلَ الذي أَنت جاشمُهْ

فأصبحتُ والملقَى ورائي وحَنْبَلٌ ... وما صَدَرَتْ حتى علا النَّجْم عاتِمُهْ


(١) لم نجد ترجمة لأعين بن لبطة، ولا لأبيه. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>