للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يذكر هذا الحديث يقول: قد واللهِ جرّبناهم فوجدناه خيرَهم أحمَدهم للبريء، وأغفرَهم للمسيء، وأقَبَلَهم للعذر (١). (٥: ٢٥٥).

قال هشام: قال عَوانة: فوِليَ المغيرة الكوفة سنة إحدى وأربعين في جُمادى، وهلك سنة إحدى وخمسين، فجُمِعت الكوفة والبَصرة لزياد بن أبي سُفيان، فأقبل زياد حتى دخل القصر بالكوفة، ثم صعد المنبر فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّا قد جَرّبنا وجُرّبنا، وسُسْنا وساسَنا السائسون، فوجدْنا هذا الأمر لا يَصلُح آخره إلّا بما صلَح أوّله، بالطاعة اللّينة المشبّه سرّها بعلَانيتها، وغيْب أهلها بشاهدهم، وقلوبهم بألسنتهم، ووجدنا الناس لا يصلحهم إلّا لين في غير ضَعْف، وشدّة في غير عُنْف وإني والله لا أقوم فيكم بأمر إلا أمضيته على أذلاله، وليس من كذبة الشاهد عليها من الله والناس أكبر من كِذْبة إمام على المنبر، ثم ذكر عثمانَ وأصحابَه فقرّظهم، وذكَر قتلتَه ولعَنَهم فقام حُجر ففعل مِثل الذي كان يفعل بالمغيرة، وقد كان زيادٌ قد رجع إلى البصرة وولَّى الكوفة عمرو بن الحريث، ورجع إلى البصرة فبَلَغه أنّ حُجْرًا يجتمع إليه شيعة عليّ، ويُظهرون لعنَ معاوية والبراءة منه، وأنهم حَصَبوا عمرو بن الحريث، فشَخَص إلى الكوفة حتى دخلها، فأتى القصر فدخله، ثم خرج فصَعِد المنبر وعليه قَباء سُنْدس ومُطرَف خَزّ أخضر، قد فرق شعره، وحُجْر جالسٌ في المسجد حولَه أصحابُه أكثر ما كانوا، فحمِد الله وأثنَى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ غِبَّ البَغْي والغيّ وخيم، إنّ هؤلاء جمّوا فأشِروا، وأمنوني فاجترؤوا عليَّ، وايمُ الله لئن لم تستقيموا لأداوينّكم بدوائكم؛ وقال: ما أنا بشيء إن لم أمنع باحةَ الكوفة من حُجْر وأدَعْه نكالًا لمن بعَده! ويلُ أمّك يا حُجر! سَقَط العَشاء بك على سِرْحان، ثم قال:

أبلغْ نُصَيحَة أنّ راعِي إبْلِها ... سَقط العَشاءُ بِه على سِرْحان

وأما غيرُ عوانة، فإنه قال في سبب أمر حُجْر (٢): (٥: ٢٥٥/ ٢٥٦)

حدّثني عليّ بن حسن قال: حدّثنا مسلم الجَرْمي، قال: حدّثنا مخلَد بن


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>