للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هشام: عن أبي مخنف، قال: حدّثني إسماعيل بن نُعَيم النّمَريّ، عن حسين بن عبد الله الهمْدانيّ، قال: كنت في شُرَط زياد، فقال زياد: لينطلِقْ بعضُكم إلى حُجْر فليدْعُه؛ قال: فقال لي أمير الشُّرْطة - وهو شدّاد بن الهيثم الهلاليّ: اذهب إليه فادْعه؛ قال: فأتيتُه، فقلت: أجِبِ الأميرَ؛ فقال أصحابه: لا يأتيه ولا كرامة! قال: فرجعت إليه فأخبرته، فأمر صاحبَ الشُّرْطة أن يبعث معي رجالًا، قال: فبعث نفرًا؛ قال: فأتيناه فقلنا: أجب الأمير، قال: فسبّونا وشتَمَونا، فرجعنا إليه فأخبرناه الخبر، قال: فوثب زياد بأشراف أهل الكوفة، فقال: يا أهل الكوفة! أتشجّون بيدٍ وتأسُون بأخرى! أبدانكم معي وأهواؤكم مع حُجْر! هذا الهَجهاجة الأحمق المذبوب أنتم معي وإخوانُكم وأبناؤكم وعشائركم مع حُجر! هذا والله من دَحْسكم وغِشّكم! والله لتظهرَنّ لي براءَتُكم أو لآتينّكم بقوم أقيم بهم أوَدكم وصَعَركم! فوَثَبوا إلى زياد، فقالوا: معاذ الله سبحانه أن يكون لنا فيما هاهنا رأي إلا طاعتك وطاعة أمير المؤمنين، وكلّ ما ظننا أنّ فيه رضاك، وما يَستبين به طاعتَنا وخلافنا لحُجر فمُرْنا به، قال: فليقم كلّ امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حُجر فليدْعُ كلّ رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن يطيعه من عشيرته، حتى تقيموا عنه كلّ مَن استطعتم أن تقيموه، ففعلوا ذلك، فأقاموا جُلّ من كان مع حُجْر بن عدّي، فلما رأى زياد أنّ جُلَّ مَن كان مع حُجْر أقيم عنه، قال لشدّاد بن الهيثم الهلاليّ - ويقال: هيثم بن شدّاد أمير شرطته -: انْطلِق إلى حُجْر، فإن تَبِعك فائْتني به، وإلا فمرْ مَن معك فلينتزعوا عُمُد السوق، ثم يشدّوا بها عليهم حتى يأتوني به ويضربوا من حال دونَه، فأتاه الهلاليّ فقال: أجب الأميرَ؛ قال: فقال أصحاب حُجْر: لا ولا نُعمةَ عين! لا نجيبه، فقال لأصحابه: شُدّوا على عُمُد السوق، فاشتدّوا إليها، فأقبلوا بها قد انتزعوها، فقال عمير بن يزيدَ الكنديّ من بني هند - وهو أبو العَمَرَّطة: إنه ليس معك رجل معه سيفٌ غيري، وما يغني عنك! قال: فما ترى؟ قال: قُمْ من هذا المكان


= ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه (الجرح والتعديل ١/ ١/ ت ١٠٣).
وتوهم عبد السلام علوش في تحقيقه للمستدرك إذ قال في الحاشية (٤/ ٥٩١/ ح ٦٠٣٥): وأخرجه ابن عبد من وجه آخر .... فثبتت الواقعة.
قلنا: كيف تثبت ورواية ابن عبد البر هذه حالها وطريقها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>