للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دارُك؟ قال: بالبَصرة، وهي أكثر من فرسخين في فرسخين؛ قال: فدارُك في البَصرة، أو البَصرة في دارك! فدخل رجل من ولده على ابن هُبيْرة فقال: أصلح الله الأمير! أنا ابنُ سيِّد قومه، خطب أبي إلى معاوية، فقال ابن هبيرة لسلْم بن قتيبة: ما يقول هذا؟ قال: هذا ابن أحمق قومِه؛ قال ابن هبيرة: هل زوّج أباك معاوية؟ قال: لا، قال: فلا أرى أباك صنع شيئًا (١). (٥: ٣٣٣).

حدّثني أحمد عن عليّ، عن أبي محمّد بن ذَكوان القرشيّ، قال: تنازع عُتبة وعنبسة ابنا أبي سُفيان -وأمّ عتبة هند وأتم عنبسة ابنة أبي أُزيْهِر الدَّوْسيّ- فأغلظ معاويةُ لعنبسةَ، وقال عنبسة: وأنت أيضًا يا أميرَ المؤمنين! فقال: يا عنبسَة! إن عُتبةَ ابنُ هند، فقال عنبسة:

كنَّا بخير صالحًا ذاتُ بينِنا ... قديمًا فأَمست فَرّقَتْ بيننا هندُ

فإنْ تك هندٌ لم تلِدْني فإنَّني ... لبيضاءَ يَنمِيها غَطارفةٌ نُجْدُ

أبوها أبو الأضياف في كلِّ شتْوةٍ ... ومأوى ضعافٍ لا تَنُوْءُ من الجَهدِ

جُفيْنَاته ما إنْ تزال مُقيمة ... لمن خافَ من غَوْرَي تهامةَ أو نجدِ

فقال معاوية: لا أعيدها عليك أبدًا (٢). (٥: ٣٣٣).

حدّثني عبد الله، قال: حدّثني أبي، قال: حدثني سليمان، قال: حدّثني عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن الزبير يحدّث، قال: حدّثني عبد الله بن مسعدة بن حَكَمة الفزاريّ من بني آل بدر، قال: أنتقل معاويةُ من بعض كورِ الشأم إلى بعض عمله، فنزل منزلًا بالشأم، فبَسُط له على ظهر إجّار مُشرِف على الطريق، فأذن لي، فقعدت معه، فمرّت القُطُرات والرّحائل والجواري والخيول، فقال: يا بن مسعدة! رحم الله أبا بكر! لم يُرد الدنيا ولم تُرِده الدنيا، وأما عمر -أو قال: ابن حَنْتمة- فأرادتْه الدنيا، ولم يردْها، وأما عثمان فأصاب من الدنيا وأصابتْ منه، وأما نحن فتمرّغنا فيها، ثم كأنه ندم، فقال: والله إنّه لمُلْك آتانا الله إيّاه (٣). (٥: ٣٣٤).


(١) إسناده معضل.
(٢) إسناده معضل.
(٣) في متنه نكارة شديدة وهو من قبل محمد بن الزبير متروك كما قال الحافظ، وقال البخاري: منكر الحديث وفيه نظر وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا (تهذيب الكمال ت ٥٨١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>