عبيدة بن الزبير، فأجارَه، ثم جاء إلى عبد الله بن الزبير فقال: إني قد أجَرْته؛ فقال: أتجير من حقوق الناس؟ هذا ما لا يصلح! . (٥: ٣٤٤ - ٣٤٥).
قال محمد بن عمر: فحدّثت هذا الحديثَ محمد بنَ عُبيد بن عمير فقال: أخبَرَني عمرو بن دينار، قال: كتب يزيدُ بن معاويَة إلى عمرو بن سعيد: أن استعمل عمرو بن الزبير على جيش، وابعثه إلى ابن الزبير، وابعث معه أنيس بن عمرو، قال: فسار عمرو بن الزبير حتى نزل في داره عند الصّفا، وفزل أنيس بن عمرو بذي طُوىً، فكان عمرو بن الزبير يصلي بالناس، ويصلي خلفه عبد الله بن الزبير، فإذا انصرف شبّك أصابعه في أصابعه، ولم يبق أحدٌ من قريش إلا أتى عمرو بن الزبير، وقعد عبد الله بنُ صفوان فقال: ما لي لا أرى عبد الله بنَ صفوان! أما والله لئن سرت إليه ليعلمن أن بني جُمَح ومَنْ ضوى إليه من غيرهم قليل، فبلغ عبد الله بن صفوان كلمتُه هذه، فحرّكته، فقال لعبد الله بن الزبير: إني أراك كأنك تريد البُقْيا على أخيك، فقال عبد الله: أنا أبقِي عليه يا أبا صَفْوان! والله لو قَدرتُ على عَوْن الذَّرّ عليه لاستعنتُ بها عليه؛ فقال ابنُ صفوان: فأنا أكفيك أنيس بن عمرو، فاكفني أخاك؛ قال ابن الزبير: نعم؛ فسار عبد الله بن صفوان إلى أنيس بن عمرو وهو بذي طُوىً، فلاقاه في جمع كثير من أهل مكّة وغيرهم من الأعوان، فهزم أنيس بن عمرو ومن معه، وقتلوا مدبِرَهم، وأجهزوا على جَريحِهم، وسار مصعب بن عبد الرحمن إلى عمرو، وتفرّق عنه أصحابه حتى تخلّص إلى عمرو بن الزبير، فقال عبيدة بن الزبير لعمرو: تعالَ أنا أجيرك، فجاء عبد الله بن الزبير، فقال: قد أجرت عمرًا، فأجره لي، فأبى أن يجيرَه، وضرَبَه بكلِّ من كان ضَرَب بالمدينة، وحبَسه بسجن عارم. (٥: ٣٤٥).
قال الواقديّ: قد اختلفوا علينا في حديث عمرو بن الزبير، وكتبت كلّ ذلك.
حدّثني خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهشم، قال: لمّا قدم عمرو بن سعيد المدينة واليًا؛ قدم في ذي القعدة سنة ستّين، فولّى عمرَو ابن الزبير شُرطتَه، وقال: قد أقسَم أميرُ المؤمنين ألّا يقبل بيعةَ ابن الزبير إلا أن يؤتَى به في جامعة، فَلْيُبِرَّ يمين أمير المؤمنين، فإني أجعل جامعة خفيفةً من ورِق أو ذهب، ويلبس عليهما بُرْنُسًا، ولا تُرَى إلا أن يُسمع صوتُها، وقال: