للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معهم نحوًا من ثلاثة وخمسين صحيفةً؛ [الصحيفة] من الرجل والاثنين والأربعة.

قال: ثمّ لبثنا يومين آخرَين، ثم سرّحنا إليه هانئَ بن هانئ السَّبيعيّ وسعيد بن عبد الله الحنفيّ، وكتبْنا معهما:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، لحسين بن عليّ من شيعته من المؤمنين والمسلمين، أمّا بعدة فحيَّهلا، فإنْ الناس ينتظرونك، ولا رأيَ لهم في غيرك، فالعجَل العجَل، والسلام عليك.

وكتب شبَث بن رِبُعي وحجّار بن أبْجَر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رُويم وعَزْرة بن قيس وعمرو بن الحجّاج الزُّبيديّ ومحمد بن عُمير التميميّ:

أما بعد: فقد اخضرّ الجنَاب، وأينعَت الثمار، وطَمَّت الجِمام، فاذا شئت فاقدَم على جندٍ لك مجنَّد؛ والسلام عليك.

وتلاقت الرسُل كلها عنده، فقرأ الكتب وسأل الرسل عن أمر الناس، ثم كتب مع هانئ بن هانئ السَّبيعيّ وسعيد بن عبد الله الحنفيّ، وكانا آخر الرسل:

بسم الله الرحمن الرحيم، من حسين بن على إلى الملإ من المؤمنين والمسلمين؛ أما بعد: فإن هانئًا وسعيدًا قدِمَا عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جُلِّكم: إنه ليس علينا إمام، فأقبِل لعلّ الله أن يجمعَنَا بك على الهدى والحقّ، وقد بعثتُ إليكم أخي وابن عمتي وثقتي من أهل بيتي، وأمرتُه أن يكتب إليّ بحالكم وأمرِكم ورأيكم، فإن كتب إليّ أنه قد أجمع رأي مَلئِكم وذوي الفضل والحِجَى منكم على مثل ما قدمتْ عليَّ به رُسُلكم، وقرأتُ في كُتُبكم؛ أقدم عليكم وشيكًا إن شاء الله؛ فلَعَمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسَه على ذات الله، والسلام (١). (٥: ٣٥٢ - ٣٥٣).

قال أبو مخنف: وذكر أبو المخارق الراسبيّ، قال: اجتمع ناس من الشيعة بالبَصْرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها: مارية ابنة سعْد -أو منقذ- أيامًا وكانت تَشيَّع، وكان منزلُها لهم مألَفًا يتحدّثون فيه، وقد بلغ ابنَ زياد إقبالُ


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>