شُريْحًا، فخرج فأدخله عليه، ودخلت الشُّرَط معه، فقال: يا شريح! قد ترى ما يصنع بي! قال: أراك حيًّا؛ قال: وحيٌّ أنا مع ما ترى! أخبرْ قومي: أنهم إن انصرفوا قتلني؛ فخرج إلى عبيد الله فقال: قد رأيتُه حيًّا، ورأيت أثرًا سيّئًا؛ قال: وتُنكر أن يعاقب الوالي رعيَّته! اخرج إلى هؤلاء فأخبرهم، فخرج وأمر عبيد الله الرجلَ فخرج معه، فقال لهم شريح: ما هذه الرّعة السيّئة! الرجل حيٌّ، وقد عاتبه سلطانُه بضرب لم يبلغ نفسه، فانصرفوا ولا تُحِلُّوا بأنفسكم ولا بصاحبكم. فانصرفوا. (١). (٥: ٣٥٨ - ٣٦١).
وذكر هشام عن أبي مخنف، عن المعلَّى بن كليب، عن أبي الودّاك، قال: نزل شريك بن الأعور على هانئ بن عُرْوة المراديّ، وكان شريك شيعيًّا، وقد شهد صفين مع عمَّار.
وسمع مسلم بن عَقيل بمجيء عبيد الله ومقالته التي قالها، وما أخذ به العُرَفاء والناس، فخرج من دار المختار -وقد عُلِم به- حتى انتهى إلى دار هانئ بن عُروة المراديّ، فدخل بابه، وأرسل إليه أن اخرج، فخرج إليه هانئ، فكره هانئ مكانه حين رآه، فقال له مسلم: أتيتك لتجيرَني وتُضِيفني؛ فقال: رحمك الله! لقد كلفْتَنِي شطَطا، ولولا دخولُك داري وثقتُك لأحببتُ ولسألتُك أن تخرج عني، غير أنه يأخذني من ذلك زِمامٌ، وليس مردود مثلي على مثلك عن جهَل ادخُل.
فآواه، وأخذتِ الشيعةُ تختلف إليه في دار هانئ بن عروة، ودعا ابن زياد مولىً له يقال له: معقل، فقال له: خذ ثلاثةَ آلاف درهم، ثم اطلب مسلم بن عَقيل، واطلب لنا أصحابه، ثم أعطهم هذه الثلاثة آلاف، فقل لهم: استعينوا بها على حرب عدوّكم، وأعلِمهم أنك منهم، فإنّك لو قد أعطيتَها إياهم اطمأنوا إليك، ووثقوا بك، ولم يكتموك شيئًا من أخبارهم؛ ثم اغدُ عليهم ورُحْ، ففعل ذلك، فجاء حتى أتى إلى مسلم بن عَوْسجة الأسديّ من بني سعد بن ثعلبة في المسجد الأعظم وهو يصلّي، وسمع الناسَ يقولون: إنّ هذا يبايع للحسين، فجاء فجلس حتى فرغ من صلاته ثم قال: يا عبدَ الله، إني امرؤ من أهل الشأم، مولى لذي الكَلاع، أنعَم الله عليّ بحُبّ أهل هذا البيت وحبِّ مَن أحبَّهم، فهذه