للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فجهَّزهم وحملهم إلى يزيدَ، فلما قدموا عليه جمع مَنْ كان بحضرته من أهلِ الشام، ثم أدخلوهم، فهنَّؤوه بالفتح، قال رجل منهم أزرق أحمر ونظر إلى وصيفةٍ من بناتهم، فقال: يا أمير المؤمنين! هبْ لي هذه، فقالت زينب: لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرُج من دين الله، قال: فأعادها الأزرق، فقال له يزيد: كُفَّ عن هذا! ثم أدخلهم على عياله، فجهّزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأةٌ من بني عبد المطلب ناشرةً شعرها، واضعةً كمَّها على رأسها تلقاهم وهي تبكي وتقول:

ماذا تقولون إن قال النَّبيُّ لكم ... ماذا فَعلْتمْ وأنتُمْ آخِرُ الأُمَمِ!

بعترتي وبأَهْلي بعْدَ مُفتَقَدِي ... منهم أُسارَى وقتلَى ضَرِّجوا بِدَمِ

ما كان هذا جزائي إذ نصحتُ لكم ... أن تُخْلُوني بسوءٍ في ذوي رحِمي!

(٥: ٣٨٩ - ٣٩٠) (١).


(١) قلنا: أما شيخ الطبري: زكريا بن يحيى الضرير فلم نجد له ترجمة إلَّا عند الخطيب البغدادي فقد ترجم له ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكر له أكثر من راويين فهو مجهول الحال [تاريخ بغداد (٨/ ٤٥٧)]. وأما خالد بن يزيد القسري فقد سكت عنه ابن حجر في التقريب. وقال ابن عدي: وهو عندي ضعيف إلَّا أن أحاديثه إفرادات ومع ضعفه كان يكتب حديثه [الكامل (٨/ ٥٧٨)].
وقال أيضًا: أحاديثه كلها لا يتابع عليها.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٢٥٦) وهو والي العراق في العهد الأموي [ميزان الاعتدال (ت ٢٤٧٩)].
قلنا: هذا حال هذا الإشاد ولكنه أحسن حالًا ألف مرة من تلفيقات أبي مخنف، وشبهات الواقدي وغيرهما.
وفي متن هذه الرواية من المقاطع ما يؤيدها من الرواية الصحيحة الأولى عند الطبري (٥/ ٣٩١)، وهي من طريق الحصين، وسنذكر ما في متن هذه الرواية الثانية من أمور لا توافقها الروايات الصحيحة:
- تذكر هذه الرواية (الثانية) أي: رواية عمار الدهني عن أبي جعفر أن الحر بن يزيد لقي الحسين بن علي على بُعد ثلاثة أميال من القادسية وحذَّره من مغبة القدوم فهم الحسين أن يرجع.
بينما تذكر رواية الحصين أن الحسين أوجس في نفسه حين سأل الأعراب فأخبروه أنهم لا يعرفون ما الأمر وأنهم منعوا من الدخول أو الخروج فانطلق يريد الشام ثم إن الحر بن يزيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>