للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حصين: فلما قتِل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثةً، كأنما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلُع الشمس حتى ترتفع. (٥: ٣٩٣).

قال: وحدّثني العلاء بن أبي عاثة قال: حدّثني رأس الجالوت عن أبيه قال: ما مررت بكربَلاء إلا وأنا أركُض دابتي حتى أخلّف المكان، قال: قلت: لِمَ؟ قال: كنا نتحدّث أنّ ولَد نَبيّ مقتول في ذلك المكان؛ قال: وكنت أخاف أن أكون أنا، فلمّا قتِل الحسين قلنا: هذا الذي كنا نتحدث. قال: وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير، ولا أركض. (٥: ٣٩٣).

حدّثني الحارث، قال: حدّثنا ابن سعد، قال: حدّثني عليّ بن محمّد عن جعفر بن سليمان الضّبَعيّ قال: قال الحسين: والله لا يدَعوني حتى يستخرجوا هذه العَلَقة من جَوْفي، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم مَن يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فَرَم الأمَة؛ فقَدِم للعراق فقُتِل بنِينوَى يومَ عاشوراء سنة إحدى وستين. (٣٩٣: ٥ - ٣٩٤).

قال الحارث: قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: قُتل الحسينُ بن


= لقيه أثناء المعركة وانضم إلى صفوف الإمام رضي الله عنه وأرضاه.
- والأمر الثاني هو أن عمار الدهني ذكر في روايته عن أبي جعفر: أن ابن زياد همَّ بقتل علي بن الحسين.
ولكن الرواية الأولى الصحيحة لا تذكر ذلك بل تؤكد أن ابن زياد أكرم بقية أهل بيتِ الحسين، وأمر لهم بمنزل في مكان منعزل وأجرى لهم الرزق والكسوة والنفقة وأنه همَّ بضرب عنق من أساء إليهم وقتل منهم غلامين وهما يفران -وهما لعبد الله بن جعفر- ثم أمر ابن زياد بهدم دار ذلك الرجل وهو من طيئ.
- وذكر أبو عمار الدهني في روايته عن أبي جعفر: أن ابن زياد أرسل الرأس إلى يزيد.
بينما في الرواية الأولى عند الطبري فإن الحصين ذكر أن ابن زياد أرسل رأس الحسين إلى يزيد ولكنه أبهم اسم الراوي الذي أخبره -أي: أخبر الحصين- بذلك ووصفه بقوله: وحدثني مولى لمعاوية بن أبي سفيان قال لما أُتي يزيد برأس الحسين فوضع بين يديه.
- وأخيرًا فإن هذه الرواية الضعيفة السند في متنها: أن أبا برزة الأسلمي كان عند يزيد حين وضع الرأس الشريف بين يديه وهذا غريب لأن أبا برزة كان اعتزل الجميع وهو يرى أن الأطراف جميعًا تقاتل من أجل الملك فكيف يجالس يزيدًا؟
فرواية البخاري تذكر رأيه الواضح في الاعتزال في تلك المحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>