للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، وجاءَ أصحابُ حسين بالقِرَب فأدخلوها عليه. (٥: ٤١٢ - ٤١٣) (١).

قال أبو مخنف: حدّثني أبو جَنَاب، عن هانئ بن ثُبَيْت الحضرميّ -وكان قد شهد قتلَ الحسين، قال: بعث الحسينُ عليه السلام إلى عمَر بن سعد عمرو بن قرظةَ بن كعب الأنصاريّ: أن القَني الليلَ بين عسكري وعسكرك. قال: فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسًا، وأقبل حسين في مثلِ ذلك، فلما التقوْا أمر حسين أصحابهَ أن يتنحَّوا عنه، وأمر عمر بن سعد أصحابَه بمِثل ذلك؛ قال: فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمَع أصواتَهما ولا كلامَهما؛ فتكلّما فأطالا حتى ذهب من الليل هَزِيعٌ، ثم انصرف كلُّ واحد منهما إلى عسكره بأصحابه، وتحدّث الناس فيما بينهم؛ ظنًّا يظنّونه أنّ حسينًا قال لعمر بن سعد: اخرُج معي إلى يزيدَ بن معاوية وندع العسكرَيْن؛ قال عمر: إذنْ تُهدَم داري؛ قال: أنا أبنيها لك، قال: إذنْ تؤخذ ضِياعي؛ قال: إذن أعطيك خيرًا منها من مالي بالحِجاز، قال: فتكرّه ذلك عمر؛ قال: فتحدَّث الناس بذلك، وشاع فيهم من غير أن يكونوا سمعوا من ذلك شيئًا ولا علموه. (٥: ٤١٣) (٢).

قال أبو مخنف: وأمّا ما حدّثنا به المجالد بن سعيد والصَّقْعَب بن زهير الأزديّ وغيرهما من المحدّثين، فهو ما عليه جماعة المحدّثين، قالوا: إنه قال: اختاروا منّي خصالًا ثلاثًا: إمّا أن أرجع إلى المكان الذي أقبلتُ منه، وإمّا أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرَى فيما بيني وبينه رأيَه، وإما أن تسيّروني إلى أيّ ثغر من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلًا من أهلِه، لي ما لَهم وعليَّ ما عليهم. (٤١٣: ٥) (٣).

قال أبو مخنف: فأما عبد الرحمن بن جندَب فحدّثني عن عقبة بن سمْعان قال: صحبتُ حسينًا فخرجتُ معه من المدينة إلى مكة، ومن مكّة إلى العراق، ولم أفارقْه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق، ولا بالعراق ولا في عسكر إلى يومِ مقتله إلا وقد سمعتُها ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس، وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية،


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>