للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنه قال: دعوني فلأذْهَبْ في هذه الأرض العريضة حتى ننظرَ ما يصير أمرُ الناس. (٥: ٤١٣ - ٤١٤) (١).

قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد الهمْدانيّ والصّقعب بن زهير: أنهما كانا التقَيَا مرارًا ثلاثًا أو أربعًا؛ حسين وعمر بن سعد، قال: فكتب عمر بن سعد إلى عُبيد الله بن زياد: أما بعد، فإن الله قد أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وأصلَح أمر الأمة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتَى، أو أن نسيّره إلى أيّ ثغر من ثغور المسلمين شئنا، فيكون رجلًا من المسلمين له ما لَهم، وعليه ما عليهم، أو أن يأتيَ يزيد أمير المؤمنين فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا لكم رضًا، وللأمة صلاحٌ، قال: فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميرِه، مشفِق على قومِه، نعمْ قد قبلتُ. قال: فقام إليه شمر بن ذي الجوشن. فقال: أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك إلى جنبك! والله لئن رحل من بلدك، ولم يضع يده في يدك، ليكوننّ أولى بالقوّة والعزة ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز، فلا تُعطِه هذه المنزلَة فإنها من الوَهَن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبتَ فأنت وليّ العقوبة، وإن غفرتَ كان ذلك لك، واللهِ لقد بلغني: أنَّ حسينًا وعمر بن سعد يجلسان يبن العسكرين فيتحدّثان عامّة الليل، فقال له ابن زياد: نعم ما رأيتَ! الرأيُ رأيُك. (٥: ٤١٤) (٢).

قال أبو مخنف: فحدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم، قال: ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد دعا شَمِر بنَ ذي الجَوْشن فقال له: اخرجْ بهذ الكتاب إلى عُمَر بن سعد فلْيعرض على الحسين وأصحابه النزول على حُكمِي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ مسلمًا، وإن هم أبَوا فليقاتلْهم فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن هو أبى فقاتِلهم، فأنت أمير الناس. وثِبْ عليه فاضرب عنقه، وابعث إليَّ برأسه (٣). (٥: ٤١٤).

قال أبو مخنف: حدّثني أبو جَناب الكلبيّ، قال: ثم كتب عبيد الله بن زياد


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>