للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَرْبَ غُلام غير نكْس شارِي ... دون حسين مُهجتي ودارِي (١)

(٤٣٣: ٥ - ٤٣٤).

قال أبو مخنف: عن ثابت بن هبيرة، فقتل عمرو بن قرظة بن كعب، وكان مع الحسين، وكان عليّ أخوه مع عمر بن سعد، فنادى عليُّ بن قُريظة: يا حسينُ، يا كذّاب ابن الكذّاب، أضللتَ أخي وغررتَه حتى قتلتَه! قال: إنّ الله لم يضلّ أخاك، ولكنه هَدَى أخاك وأضلّك؛ قال: قتلني اللهُ إن لم أقتلك أو أموتَ دونك؛ فحمَل عليه، فاعترضه نافع بن هلال المراديّ، فطعنه فصرعه، فحمله أصحابُه فاستنقذوه، فدُووي بعدُ فبَرأ (٢). (٥: ٤٣٤).

قال أبو مخنف: حدّثني النضر بن صالح أبو زهير العبسيّ أنّ الحرّ بن يزيدَ لما لحق بحسين قال رجل من بني تميم من بني شَقرة -وهم بنو الحارث بن تميم- يقال له- يزيد بن سُفيان: أما والله لو أني رأيتُ الحُرّ بنَ يزيدَ حين خرج لأتبعته السِّنان؛ قال: فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون والحرّ بن يزيدَ يَحمل على القوم مقدمًا ويتمثَّل قولَ عَنْتَرة:

ما زِلتُ أَرْميهِمْ بثُغْرَةِ نَحْرِهِ ... وَلَبانِهِ حتَّى تَسَربَلَ بالدَّمِ

قال: وإنّ فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبه، وإن دماءه لَتسيل، فقال الحصين بن تميم -وكان على شُرطة عبيد الله، فبعثه إلى الحسين، وكان مع عمر بن سعد، فولّاه عمر مع الشرطة المجفّفة- ليزيد بن سُفْيان: هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى؛ قال: نعم فخرج إليه فقال له: هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟ قال: نعم قد شئتُ، فبرز له؛ قال: فأنا سمعتُ الحصين بن تميم يقول: واللهِ لأبرز له؛ فكأنما كانت نفسُه في يده.

فما لبّثه الحُرّ حين خرج إليه أن قتَله (٣). (٥: ٤٣٤ - ٤٣٥).

قال هشام بن محمّد، عن أبي مخنّف، قال: حدّثني يحيى بن هانئ بن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>