للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتلوه لفعلوا، ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض، ويحبّ هؤلاء أن يكفيَهم هؤلاء؛ قال: فنادى شمر في الناس: وَيْحكم؛ ماذا تنظرون بالرجل! اقتلوه ثكِلتْكم أمّهاتكم! قال: فحُمل عليه من كلّ جانب، فضُربت كفُّه اليُسرَى ضربةً، ضربها زُرْعَة بن شريك التميميّ، وضُرِب على عاتقه، ثم انصرفوا وهو يَنُوء ويَكبو؛ قال: وحَمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النَّخَعى فطَعَنه بالرّمح فوقع، ثم قال لخوليّ بن يزيد الأصبحيّ: احتزّ رأسه، فأراد أن يفعل، فضَعف فأرعِد، فقال له سنان بن أنس: فتّ الله عَضُديك، وأبان يَدَيْكَ! فنزل إليه فَذَبَحَه واحتزّ رأسه، ثُم دِفع إلى خَوليّ بن يزيد، وقد ضرِب قبل ذلك بالسيوف (١). (٥: ٤٥٢ - ٤٣٣).

قال أبو مخنف: عن جعفر بن محمد بن عليّ، قال: وجد بالحسين عليه السلام حين قُتل ثلاثٌ وثلاثون طعنة وأربعٌ وثلاثون ضربة؛ قال: وجعل سِنان بن أنس لا يدنُو أحدٌ من الحسينِ إلّا شدّ عليه مخافة أن يُغلب على رأسه، حتى أَخذ رأسَ الحسين فدَفعَه إلى خولي؛ قال: وسُلِب الحسينُ ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته -وكانت من خزّ، وكان يسمَّى بعدُ: قيس قطيفة- وأخَذ نعليه رجل من بني أوْد يقال له: الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نَهشَل بن دارم، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بُدَيل؛ قال؛ ومال الناس على الوَرْس والحُلَل والإبل وانتهبوها؛ قال: ومال الناسُ على نساء الحسين وثقَله ومتاعِه، فإنْ كانت المرأة لَتنازع ثوبَها عن ظهرها حتى تُغلبَ عليه فيُذهَب به منها (٢). (٤٥٣: ٥).

قال أبو مخنف: حدّثني زهير بن عبد الرحمن الخثعميّ: أن سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صُرع فأثخن، فوقع بين القتلى مُثخَنًا، فسمعهم يقولون: قُتل الحسين، فوجد إفاقةً، فإذا معه سكِّين وقد أُخِذ سيفه، فقاتَلَهم بسكِّينه ساعةً، ثم إنه قُتل، قتله عروة بن بطار التغلبيّ، وزيد بن رُقاد الجنبيّ، وكان آخر قتيل (٣). (٥: ٤٥٣).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>