للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقُتِل، وقُتل معه أخوه لأمه محمد بن ثابت بنِ قيس بن شمّاس، استقدم فقاتل حتى قتِل، وقال: ما أحبّ أنّ الديلم قتلوني مكان هؤلاء القوم؛ ثم قاتل حتى قُتل وقُتل معه محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، فمرَّ عليه مروان بن الحَكَم وكأنه بِرْطيل من فِضّة، فقال: رحمك الله! فرُبَّ سارية قد رأيتك تطيل القيامَ في الصلاة إلى جنبها (١). (٥: ٤٨٩ - ٤٩١).

قال هشام: فحدّثني عوانة، قال: فبلغنا: أنّ مسلم بن عقبة كان يجلس على كرسيّ ويحمله الرجال وهو يقاتل ابن الغسيل يوم الحَرّة وهو يقول:

أحْيا أَباه هاشِمُ بن حَرْمَلهْ ... يوم الهَبَاتَيْن ويومَ اليعْمُلَهْ

كلُّ المُلوك عِنْدَهُ مُغَرْبَلَة ... ورُمحُهُ للوالدات مثكلَهْ

لا يُلبِثُ القتيلَ حتى يَجْدِله ... يَقْتُل ذا الذَّنْبِ ومن لا ذَنْبَ لهْ

(٤٩١: ٥).

قال هشام عن أبي مخنف: وخرج محمد بن سعد بن أبي وقاص يومئذ يقاتل، فلما انهزم الناسُ مال عليهم يضربهم بسيفه حتى غلبته الهزيمةُ، فذهب فيمن ذهب من الناس، وأباح مسلم المدينة ثلاثًا يقتلون الناسَ ويأخذون الأموالَ؛ فأفزع ذلك من كان بها من الصحابة، فخرج أبو سعيد الخُدْريّ حتى دخل في كَهْف في الجبل، فبَصُر به رجل من أهل الشأم، فجاء حتى اقتحم عليه الغار (٢). (٥: ٤٩١).

قال أبو مخنف: فحدّثني الحسن بن عطية العَوْفيّ عن أبي سعيد الخُدْريّ، قال: دخل إليَّ الشاميّ يمشي بسيفه، قال: فانتضيتُ سيفي فمشيت إليه لأرعِبَهُ لعله ينصرف عنيّ، فأبى إلا الإقدامَ عليَّ، فلما رأيت أن قد جدّ شمتُ سيفي، ثمّ قلتُ له: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}، فقال لي: من أنت لله أبوك! فقلت: أنا أبو سعيد الخُدْريّ، قال: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: نعمَ؛ فانصرف عنّي (٣). (٥: ٤٩١).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>