للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا قول الأزْد وربيعة، فأما مضرُ فيقولون: إنَّ أمه هند بنت أبي سُفْيان كانت ترقّصِه وتقول هذا؛ فلما لم يحلْ أحد بين مسعود وبين صعود المِنبر؛ خرج مالك بن مسمع في كتيبته حتى علا الجبَّان من سكة المرْبد، ثمَّ جعل يمرّ بعِداد دور بني تميم حتى دخل سكة بني العدويَّة من قِبل الجبَّان، فجعل يحرّق دورَهم للشَّحناء التي في صدورهم لقتل الضبيّ اليشكريّ، ولاستعراض ابن خازم ربيعة بهَراة، قال: فبينا هو في ذلك إذ أتَوْه فقالوا: قتلوا مسعودًا، وقالوا: سارت بنو تميم إلى مسعود، فأقبل حتى إذا كان عند مسجد بني قيس في سكّة المِربد، وبلغه قتلُ مسعود، وقف. (٥: ٥١٧ - ٥١٨).

قال أبو عبيدة: فحدّثني زهير بن هُنيد، قال: حدّثنا الضحاك - أو الوضّاح بن خيثمة أحد بني عبد الله بن دارِم - قال: حدّثني مالك بن دينار، قال: ذهبت في الشباب الذين ذهبوا إلى الأحنف ينظرون؛ قال: فأتيته وأتتْه بنو تميم، فقالوا: إنّ مسعودًا قد دخل الدار، وأنت سَيدنا، فقال: لستُ بسيّدكم، إنما سيّدكم الشيطان. (٥: ٥١٨).

وأما هبيرة بن حدير، فحدّثني عن إسحاق بن سويد العدويّ، قال: أتيت منزل الأحنف في النظّارة، فأتوا الأحنف، فقالوا: يا أبا بحر، إنَّ ربيعة والأزد قد دخلوا الرَّحبَة، فقال: لستم بأحقَّ بالمسجد منهم؛ ثمَّ أتوه فقالوا: قد دخلوا الدار؛ فقال: لستم بأحقَّ بالدار منهم؛ فتسرّع سلمة بن ذؤيب الرّياحيّ، فقال: إليَّ يا معشر الفتيان، فإنما هذا جِبْسٌ لا خير لكم عنده، فبدرت ذؤبان بني تميم فانتدب معه خمسمئة، وهم مع ماه أفريذون، فقال لهم سلمة: أين تريدون؟ قالوا: إيَّاكم أردنا؛ قال: فتقدّموا. (٥: ٥١٨).

فحدّثني زهير، قال: حدّثنا أبو ريحانة العُرَيْنيّ، قال: كنتُ يومَ قتل مسعود تحت بطن فرس الزرد بن عبد الله السعديّ أعْدُو حتى بلغْنا شريعة القديم. (٥: ٥١٩).

قال إسحاق بن سويد: فأقبلوا، فلما بلغوا أفواهَ السّكَك وقفوا، فقال لهم ماه أفريذون بالفارسيّة: ما لكم يا معشر الفِتْيان؟ قالوا: تلقّونا بأسنّة الرّماح؛ فقال لهم بالفارسية: صكّوهم بالفنجقان - أي بخمس نُشَّابات في رَمْيَة، بالفارسيّة - والأساورة أربعمئة، فصكّوهم بألفي نشّابة في دفعة، فأجلوا عن أبواب

<<  <  ج: ص:  >  >>