إلى الدار؛ إذ جاؤوا فقالوا: قد قتل مسعود، فاغترز في ركابه فلحق بالشام، وذلك في شوّال سنة أربع وستين. (٥: ٥٢١).
قال أبو عبيدة: فحدثني رَوَّاد الكعبيّ، قال: فأتى مالكَ بن مسمع أناسٌ من مضرَ، فحصروه في داره، وحرّقوا، ففي ذلك يقول غَطَفان بن أنيف الكعبيّ في أرجوزة:
وأصْبَح ابنُ مِسْمَع مَحْصورَا ... يَبْغِي قُصورًا دونَهُ وَدُورَا
حَتَّى شَببْنا حَوْلَهُ السَّعِيرَا
ولما هرب عُبيد الله بن زياد اتَّبعوه، فأعجز الطلبَة، فانتهبوا ما وجدوا له، ففي ذلك يقول وافد بن خليفة بن أسماء، أحد بني صخر بن مِنقرَ بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد:
يا رُبَّ جَبَّار شَدِيد كَلْبُهْ ... قد صَارَ فينا تاجُهُ وسَلَبُهْ
مِنْهُم عُبيْدُ اللهِ حينَ نَسْلُبهْ ... جيادَهُ وبزَّه ونَنْهَبُهْ
يوْم التَقَى مِقْنَبُنا ومِقْنَبُهْ ... لَوْ لَمْ يُنْجِّ ابنَ زيادٍ هَرَبُهْ
وقال جرهم بن عبد الله بن قيس، أحد بني العدويّة في قتل مسعود في كلمة طويلة:
ومسْعودَ بن عَمرو إذْ أَتانا ... صبَحْنَا حَدَّ مَطْرُور سَنينَا
رجا التَّأْمِيرَ مسعودٌ فأَضحى ... صَريعًا قد أَزرْناهُ المَنونَا
(٥: ٥٢١)
قال أبو جعفر محمَّد بن جرير: وأمَّا عُمر؛ فإنَّه حدّثني في أمر خروج عبيد الله إلى الشام، قال: حدّثني زهير، قال: حدّثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدّثنا الزبير بن الخِرِّيت، قال: بعث مسعود مع ابن زياد مئةً من الأزْد، عليهم قرّة بن عمرو بن قيس، حتى قاموا به الشام. (٥: ٥٢١ - ٥٢٢).
وحدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو عاصم النبيل، عن عمرو بن الزبير وخلّاد بن يزيد الباهليّ والوليد بن هشام عن عمّه، عن أبيه، عن عمرو بن هُبيرة، عن يَسَاف بن شُرَيح اليشكريّ، قال: وحدّثنيه عليّ بن محمَّد، قال - وقد اختلفوا فزاد بعضُهم على بعض: إنَّ ابن زياد خرج من البَصْرة، فقال ذات ليلة: إنه قد ثَقُل عليّ ركوبُ الإبل، فوطِّئوا لي على ذي حافر؛ قال: فألقِيتْ له