أهليهم، ويشمّوا أولادهم، ثمّ واقِفهم عندها، فإنّ الله ناصرُك عليهم إن شاء الله.
فلما قرأ كتابَه قال: فعَل الله به وفَعل، لا واللهِ مالي نَظَر، ولكنْ لابن عمّه نَصَح، لما وقع كتابُ الحجاج إلى عبد الملك هاله ثمّ نزل عن سريره وبعث إلى خالد بن يزيد بنِ معاوية، ودعاه فأقْرأه الكتاب، ورأى ما به من الجَزع، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنْ كان هذا الحدث من قِبَل سِجستان، فلا تَخفْه، وإن كان من قِبَل خُراسانَ تخوّفته، قال: فخرج إلى الناس فقام فيهم فَحِمد الله وأثنَى عليه ثمَّ قال:
إن أهل العراق طال عليهم عمري فاستعجَلوا قَدَرِي، اللهم سلط عليهم سيوفَ أهل الشام حتى يَبلغوا رضاك، فإذا بلغوا رضاك لم يجاوزوا إلى سُخْطك. ثمَّ نزل.
وأقام الحجّاجُ بالبَصْرة وتجهّز ليَلقَى ابنَ محمّد، وترك رأيَ المهلب وفُرسان الشام يسقُطون إلى الحجاج، في كلّ يوم مئة وخمسون وعشرة وأقلّ على البُرد من قبَل عبد الملك، وهو في كلّ يوم تَسقُط إلى عبدِ الملك كتُبه ورُسله بخبر ابن محمَّد أيَّ كورة نَزَل، ومن أيّ كورة يَرتحِل، وأيُّ الناس إليه أسرَع (١). (٦/ ٣٣٨ - ٣٣٩).
قال أبو مخنَف: حدّثني فُضيل بن خديج أنّ مكتبه كان بكَرْمان، وكان بها أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة وأهل البصرة، فلما مرّ بهم ابن محمَّد بن الأشعث، انجَفلوا معه، وعزم الحجاج رأيه على استقبال ابن الأشعث، فسار أهل الشام حتى نزل تُسْتَر، وقدم بين يديه مطهر بن حرّ العكّيّ - أو الجُذاميّ - وعبد الله بن رُمَيثْة الطائيّ، ومطهّر على الفريقين، فجاؤوا حتى انتَهوْا إلى دُجَيْل وقد قطَع عبد الرحمن بن محمَّد خيلًا له، عليها عبد الله بن أبان الحارثيّ في ثلاثمئة فارس - وكانت مَسلحةً له وللجُند - فلما انتهى إليه مطهّر بن حرّ أمَرَ